تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب الغسل

صفحة 498 - الجزء 1

  إلى الترتيب، ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة إلى أن يبلغ مسح الرأس⁣(⁣١)، ثم يغسل رأسه ثلاثا، ثم يفرغ على جسده، ثم يتنحى من مقامه فيغسل قدميه؛ لحديث ميمونة قالت: وضعت للنبي ÷ ماءً يغتسل به، فأفرغ على يديه فغسلهما مرتين، ثم أفرغ بيمينه على شماله فغسل مذاكيره، ثم دلك يده⁣(⁣٢) بالأرض، ثم تمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ويديه، ثم أفرغ على رأسه ثلاثا، ثم أفرغ على جسده، ثم تنحى من مقامه فغسل قدميه⁣(⁣٣). هذه إحدى روايات البخاري ومسلم لحديث أخرجوه إلا الموطأ.

  وقيل: يستكمل الوضوء، ثم يفيض على سائر جسده؛ لظاهر حديث عائشة أن النبي ÷ كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل⁣(⁣٤) يديه، ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة، ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره، ثم يصب على رأسه ثلاث غرف بيديه، ثم يفيض الماء على جلده كله⁣(⁣٥). وفي رواية ثم⁣(⁣٦) يخلل بيده شعره حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض الماء عليه ثلاث مرات، ثم غسل سائر جسده⁣(⁣٧). أخرجه الشيخان، وفيه روايات أخر. وقد تقدم حديث علي في ذلك. وفي هذا المعنى⁣(⁣٨) أحاديث أخر قال في أحدها: ثم يضع يده اليسرى على التراب إن شاء، ثم يصب على يده اليسرى حتى ينقيها إلى آخره. أخرجه النسائي⁣(⁣٩).

  ومن هيئات الغسل المستحبة أن يبدأ المغتسل بعد غسل رأسه بميامن بدنه؛ لحديث


(١) في (ب، ج): إلى أن يبلغ الرأس.

(٢) في (ب، ج): ثم دلك بيده الأرض.

(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الغسل - باب الغسل مرة واحدة ١/ ١٠٢ رقم (٢٥٣)، ومسلم في صحيحه، كتاب الطهارة - باب صفة غسل الجنابة ص ١٧٨ رقم (٣١٧).

(٤) في (ب، ج): بدأ يغسل يده.

(٥) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الغسل - باب الوضوء قبل الغسل ص ٥٧ رقم (٢٤٨)، والنسائي في سننه، كتاب الطهارة - باب ذكر وضوء الجنب قبل الغسل ص ٤٤ رقم (٢٤٧).

(٦) في (ب): وفي رواية يخلل.

(٧) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة - باب صفة غسل الجنابة ص ١٧٨ رقم (٣١٧)، والبخاري في صحيحه، كتاب الغسل - باب تخليل الشعر حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه ص ٦٠ رقم (٢٧٢)، والنسائي في سننه، كتاب الطهارة - باب الابتداء بالوضوء في غسل الجنابة ص ٧٢ رقم (٤٢٠).

(٨) في الأصل: وفي المعنى.

(٩) النسائي في سننه، كتاب الغسل والتيمم - باب ترك مسح الرأس في الوضوء من الجنابة ص ٧٣ رقم (٤٢٢).