باب الغسل
  إلى الترتيب، ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة إلى أن يبلغ مسح الرأس(١)، ثم يغسل رأسه ثلاثا، ثم يفرغ على جسده، ثم يتنحى من مقامه فيغسل قدميه؛ لحديث ميمونة قالت: وضعت للنبي ÷ ماءً يغتسل به، فأفرغ على يديه فغسلهما مرتين، ثم أفرغ بيمينه على شماله فغسل مذاكيره، ثم دلك يده(٢) بالأرض، ثم تمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ويديه، ثم أفرغ على رأسه ثلاثا، ثم أفرغ على جسده، ثم تنحى من مقامه فغسل قدميه(٣). هذه إحدى روايات البخاري ومسلم لحديث أخرجوه إلا الموطأ.
  وقيل: يستكمل الوضوء، ثم يفيض على سائر جسده؛ لظاهر حديث عائشة أن النبي ÷ كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل(٤) يديه، ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة، ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره، ثم يصب على رأسه ثلاث غرف بيديه، ثم يفيض الماء على جلده كله(٥). وفي رواية ثم(٦) يخلل بيده شعره حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض الماء عليه ثلاث مرات، ثم غسل سائر جسده(٧). أخرجه الشيخان، وفيه روايات أخر. وقد تقدم حديث علي في ذلك. وفي هذا المعنى(٨) أحاديث أخر قال في أحدها: ثم يضع يده اليسرى على التراب إن شاء، ثم يصب على يده اليسرى حتى ينقيها إلى آخره. أخرجه النسائي(٩).
  ومن هيئات الغسل المستحبة أن يبدأ المغتسل بعد غسل رأسه بميامن بدنه؛ لحديث
(١) في (ب، ج): إلى أن يبلغ الرأس.
(٢) في (ب، ج): ثم دلك بيده الأرض.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الغسل - باب الغسل مرة واحدة ١/ ١٠٢ رقم (٢٥٣)، ومسلم في صحيحه، كتاب الطهارة - باب صفة غسل الجنابة ص ١٧٨ رقم (٣١٧).
(٤) في (ب، ج): بدأ يغسل يده.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الغسل - باب الوضوء قبل الغسل ص ٥٧ رقم (٢٤٨)، والنسائي في سننه، كتاب الطهارة - باب ذكر وضوء الجنب قبل الغسل ص ٤٤ رقم (٢٤٧).
(٦) في (ب): وفي رواية يخلل.
(٧) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة - باب صفة غسل الجنابة ص ١٧٨ رقم (٣١٧)، والبخاري في صحيحه، كتاب الغسل - باب تخليل الشعر حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه ص ٦٠ رقم (٢٧٢)، والنسائي في سننه، كتاب الطهارة - باب الابتداء بالوضوء في غسل الجنابة ص ٧٢ رقم (٤٢٠).
(٨) في الأصل: وفي المعنى.
(٩) النسائي في سننه، كتاب الغسل والتيمم - باب ترك مسح الرأس في الوضوء من الجنابة ص ٧٣ رقم (٤٢٢).