تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

الباب الثاني

صفحة 53 - الجزء 1

التعريف بالكتاب

التمهيد:

  بما أن كتاب (تفتيح القلوب والأبصار للاهتداء إلى اقتطاف أثمار الأزهار) شرح للأثمار - اقتضى بنا المقام أن نقف على لمحة قصيرة بالتعريف على الأثمار، ومؤلفه، وذلك كالآتي:

أولا: كتاب الأثمار:

  هو عبارة عن مختصر اختصر به الإمام شرف الدين كتاب جده الإمام المهدي أحمد بن يحيى بن أحمد بن المرتضى المسمى الأزهار في فقه الأئمة الأطهار، والذي يعد من أهم كتب الزيدية في الفقه، والمختصر ليس بمعناه الدقيق هنا، فالإمام شرف الدين هذب عبارات الأزهار بصورة دقيقة؛ حتى لا تحتمل معنى غير المقصود بها، وأضاف زيادات على أصله؛ مما غفل عنها الإمام المهدي، وأيضًا مما رجحه هو وحذف ما لم يرجحه.

  قال في الأثمار: وبعد فهذا المختصر المبارك بتوفيق الله سبحانه اختصرت فيه، وحولت كثيرًا من ألفاظ أصله، وزدت فيه غررا من المعاني، وأوضحت فيه مشكلات من مسائل فنه، وصححت جمًّا غفيرًا من المباني المشكلات من المسائل الملتبسة معانيها، وإن كان الفضل للمتقدم والرجحان⁣(⁣١).

  وألفاظ الأثمار قوية بليغة؛ فقد ذكر العلامة يحيى بن محمد المقرائي في كتابه فتح الغفار: أن الإمام شرف الدين حال تأليفه للأثمار كان في مجلسه جماعة من الأئمة الهادين والعلماء المبرزين، وقد وقعت المناقشات والاعتراضات، وقال: إنه ذكر ما وقع في مجلس الإمام في شرحه المسمى الوابل المغزار⁣(⁣٢).

  وألفاظ الأثمار قوية بليغة؛ ولأهميته فقد تناوله كثير من العلماء بالشرح، وسيأتي ذكر من شرحه.


(١) ينظر: شرح الأثمار لابن بهران ١/ ٣ من المخطوط.

(٢) ينظر: شرح فتح الغفار (مخطوط) ص ٢.