تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الطهارة

صفحة 596 - الجزء 1

  والوضوء عند كل صلاة ((⁣١). قلنا: المجموعتان في حكم الواحدة.

  ودليل القول الثالث: نحو حديث عائشة أن سهلة بنت سهيل⁣(⁣٢) استحيضت فأتت النبي ÷ فأمرها أن تغتسل عند كل صلاة، فلما جهدها⁣(⁣٣) ذلك أمرها أن تجمع بين الظهر والعصر بغسل، وبين المغرب والعشاء بغسل، وتغتسل للصبح⁣(⁣٤).

  قلنا: هو معارض بما رويناه، فيحمل على ما إذا جوزته انتهاء حيض، أو على الندب.

  ومما يدل على أن الأمر بالغسل ندب ما في رواية أبي داود لحديث حمنة حيث قال فيه: «إنما هذه⁣(⁣٥) ركضة من ركضات الشيطان، فتحيضي ستَّة أيام أو سبعة أيام في علم الله سبحانه⁣(⁣٦)، ثم اغتسلي حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستنقأت فصلي ثلاثا وعشرين ليلة أو أربعا وعشرين ليلة وأيامها، وصومي فإن ذلك يجزيك، وكذلك فافعلي في كل شهر كما تحيض النساء، وكما يطهرن لميقات حيضهن وطهرهن، وإن قويت⁣(⁣٧) على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر فتغتسلين وتجمعين بين الصلاتين الظهر والعصر وتؤخرين المغرب وتعجلين العشاء، ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي، وتغتسلين مع الفجر فافعلي، وصومي إن قدرت على ذلك». قال رسول الله ÷:


= (١٧)، والعلل لأحمد ٢/ ٤٩١، والثقات لابن حبان ٥/ ٢٧٠، وطبقات ابن سعد ٦/ ٣٠٨، والجرح والتعديل ٧/ ٢ رقم (٥)، وضعفاء العقيلي ٣/ ٣٧٢ رقم (١٤١١)، وتهذيب الكمال ١٩/ ٥٢٢ رقم (٣٨٨٣)، وتهذيب التهذيب ٧/ ١٤٦ رقم (٤٧٠٢)، وسير أعلام النبلاء ٥/ ١٨٨ رقم (٦٨).

(١) سبق تخريجه.

(٢) سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشية العامرية، امرأة أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، هاجرت إلى الحبشة، وولدت محمدا بها، وهي من السابقين إلى الإسلام، روت عن النبي ÷ الرخصة في رضاع الكبيرة. ذكرها الإمام الهادي وقال: تبنت سالما، روت عن عائشة، وقد حمل [إذن] النبي ÷ رضاع سالم وهو كبير على أنه رخصة لها؛ للروايات الصحيحة أنه لا رضاع بعد فصال. ينظر: أسد الغابة ٧/ ١٥٤ رقم (٧٠٢٧)، والاستيعاب ٤/ ٤٢٠ رقم ٣٤٢٣، ولوامع الأنوار ٣/ ٢٠٥.

(٣) في (ج): فلما أجهدها.

(٤) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الطهارة - باب من قال: تجمع بين الصلاتين وتغتسل لهما غسل ص ٦٧ رقم (٢٩٥)، والبيهقي في سننه، كتاب الحيض - باب غسل المستحاضة ١/ ٣٥٢ رقم ١٥٤٤، والطحاوي في شرح معاني الآثار، كتاب الطهارة - باب المستحاضة كيف تتطهر للصلاة ١/ ١٠١ رقم (٥٩٧).

(٥) في (ب، ج): إنما هي.

(٦) في (ب، ج): في علم الله ø.

(٧) في (ب): نويت.