تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

الباب الثاني

صفحة 61 - الجزء 1

  وقد ذكر أنه قام بذلك بطلب من الإمام شرف الدين أو إشارة منه، أو أنه قد ذكر ذلك من باب التواضع؛ فكثير من العلماء يذكر في بداية مصنفه: طُلِبَ مني، وسَأَلَنِي، وإن لم يكن قد طلب منه ذلك، ولعله قال ذلك من باب التواضع.

  لكن الملاحظ أن الإمام شرف الدين لما قام باختصار الأثمار قام بتدريسه في المحافل، بل كان يناقش ويباحث فيما كان يكتبه بعض الشراح، ويوضح عباراته لتلاميذه، ويأمرهم بتدوينها، كما سيأتي عند الكلام على الوابل المغزار⁣(⁣١).

  وقد ذكر ابن أبي الرجال: أنه اعتنى بشرحه عن أمر الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين⁣(⁣٢).

المبحث الرابع: منهجه الذي سار عليه.

  لكل مؤلف منهج يسير عليه في كتابه، وقد يصرح به، وقد لا يصرح به، ولكنه يعرف من خلال التتبع والاستقراء.

  ومعرفة المنهج تعطي تصورًا واضحًا عن الكتاب، وتعين على فهمه.

  ومن خلال تحقيقي للجزء الأول من الكتاب تبين لي أن المؤلف | اختار منهجًا يلائم الغرض الذي من أجله ألف هذا الكتاب، ويمكن تلخيص منهجه فيما يأتي:

  أولا: يذكر لفظ المتن مسبوقًا بعبارة الثناء على المؤلف، ثم يشرح ما تضمنه المتن، ثم يذكر من قال به من الفقهاء، ثم بعد ذلك يذكر من خالف في ذلك.

  ثانيا: يذكر أدلة كل فريق، ومناقشتها، وما يرد عليها، والجواب على المخالفين، وقد يأتي باعتراضات على الجواب؛ فيذكرها ويجيب عليها.

  ثالثا: يلاحظ عناية المؤلف بذكر الأدلة من الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس.

  رابعا: المؤلف دائمًا يحتج لآراء الإمام شرف الدين واختياراته - كما ذكر - وينتصر لها، ويرجح ترجيحاته، وكذلك يحاول تأييد الإمام في عباراته التي عدل بها الإمام شرف الدين عن ألفاظ الأزهار، ويحتج لها.


(١) ينظر: شرح الفتح، للمقرائي (مخطوط).

(٢) مطلع البدور ٤/ ٣٩٨.