كتاب الطهارة
  أم سلمة قالت: كانت النفساء على عهد رسول الله ÷ تقعد بعد نفاسها أربعين يومًا وأربعين ليلة، وكنا نطلي على وجوهنا بالورس(١) يعني من الكلف(٢). أخرجه أبو داود، وأخرجه الترمذي(٣)، ولفظه: قالت: كانت النفساء تجلس على عهد رسول الله ÷ أربعين يوما، وكنا نطلي وجوهنا(٤) بالورس من(٥) الكلف(٦)، وفي ذلك روايات أخر نحو ما ذكر. وعن الشافعي وغيره: أكثره سبعون؛ إذ هي أكثر ما وجد(٧). وقيل: ستون(٨)، وقيل: خمسون(٩)، وقيل: نيف وعشرون(١٠).
  قلنا: النص أولى من اعتبار الوجود؛ إذ لا مجال للعقل في ذلك، ولا حد لأقل مدة النفاس عند أهل المذهب؛ لما(١١) حكاه في الشفاء من رواية أنس قال: قال رسول الله ÷: «تقعد النفساء أربعين يوما إلا أن ترى الطهر قبل ذلك»(١٢).
(١) الوَرْسُ: نبت كالسمسم يصبغ به. ينظر: تاج العروس ٩/ ٣٠، مادة: ورس.
(٢) الكَلَفُ: شيء يعلو الوجه كالسِّمسم كَلِفَ وجهُه يَكْلَفُ كلَفاً وهو أَكلف: تغيَّر. والكلَف والكُلْفَةُ: حُمْرة كَدرة تعلو الوجه. وقيل: لون بين السواد والحمرة. وقيل: هو سواد يكون في الوجه، وقد كَلِفَ، وبعير أَكلَف، وناقة كلْفاء، وبه كُلْفة كلُّ هذا في الوجه خاصة، وهو لون يعلو الجلد فيغير بشرته، وثور أَكلف، وخدّ أَكلَفُ أَسفَع. لسان العرب ٩/ ٣٠٧، مادة: كلف.
(٣) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب أبواب الطهارة - باب ما جاء في كم تمكث النفساء ص ٣٩ رقم (١٣٩)، وأبو داود في سننه، كتاب الطهارة - باب ما جاء في وقت النفساء ص ٧٠ رقم (٣١١)، وابن ماجة في سننه، كتاب أبواب التيمم - باب النفساءكم تجلس ص ٩٧ رقم (٦٤٨)، والبيهقي في سننه، كتاب الحيض - باب النفاس ١/ ٣٤ رقم (١٥٠٢)، وأحمد في مسنده ٦/ ٣٠٠ رقم (٢٦٦٠٣).
(٤) في (ب، ج): وكنا نطلي على وجوهنا.
(٥) في (ج): بالورس يعني من الكلف.
(٦) البيهقي في سننه، كتاب الحيض - باب النفاس ١/ ٣٤١ رقم (١٦٧٠)، والدارقطني في سننه، كتاب الحيض ١/ ٢٢١ رقم (٧٢).
(٧) ينظر: البحر الزخار ١/ ١٤٦، والانتصار ٢/ ٤٤٤، والمجموع ٢/ ٥٤١.
(٨) وهو قول عبد الله بن الحسن، وقول للشافعي، ورواية عن مالك. ينظر: البحر الزخار ١/ ١٤٦، والانتصار ٢/ ٤٤٤، والمهذب ١/ ١٦٣، والمعونة ١/ ١٣٥.
(٩) وهو قول الحسن البصري. ينظر: البحر الزخار ١/ ١٤٦، ومصنف عبد الرزاق ١/ ٣١٣ رقم ١٢٠١.
(١٠) وهو منقول عن الإمامية. ينظر: البحر الزخار ١/ ١٤٦، والانتصار ٢/ ٤٤٥. وقد اختلف الإمامية في أكثره: فقيل: عشرة أيام، وقيل: ثمانية عشر يوما. ينظر: المبسوط في فقه الإمامية للطوسي ١/ ٦٩، والاستبصار ١/ ٢٤٥، واللمعة الدمشقية ١/ ٣٩٥.
(١١) في (ب، ج): ولما حكاه.
(١٢) شفاء الأوام ١/ ١٨١.