فصل: [أفضل أماكن الصلاة]
  في الجنة نزلا كلما غدا أو راح». أخرجه البخاري ومسلم(١). وفي ذلك أحاديث أخر(٢)، ومعنى الأفضلية في ذلك: أن الصلاة في المسجد أدخل في اللطفية من الصلاة في غيره، فيكون ثواب المصلي فيها أكثر(٣)، وهكذا يكون الكلام في قوله: (وأفضلها مسجد مكة، فالمدينة، فبيت المقدس، فالكوفة، فالجوامع، فما شرف عامره) أما أفضلية مسجد مكة(٤) فدليلها أحاديث كثيرة، فعن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام». أخرجه الستة إلا أبا داود بروايات متقاربة(٥)، وعن ابن الزبير قال: قال رسول الله ÷: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، فصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة. في هذا» رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه(٦)، وزاد: يعني في مسجد المدينة. ورواه البزار، ولفظه: أن رسول الله ÷ قال: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، فإنه يزيد مائة». قال: وإسناده صحيح(٧).
  وعن جابر أن رسول الله ÷ قال: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل
(١) البخاري ١/ ٢٣٥ رقم (٦٣١)، كتاب الجماعة والإمامة - باب فضل من غدا إلى المسجد ومن راح، ومسلم ١/ ٤٦٣ رقم ٦٦٩، في المساجد ومواضع الصلاة - باب المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا، واللفظ لمسلم.
(٢) ينظر: الترغيب والترهيب ١/ ٢٨٩.
(٣) البحر الزخار ١/ ٢٢٠.
(٤) في (ب): مسجد الكوفة.
(٥) الموطأ ١/ ١٦٧، كتاب القبلة - باب ما جاء في مسجد النبي رقم (٥٦٣)، والبخاري ١/ ٣٩٨ رقم (١١٣٣)، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، ومسلم ٢/ ١٠١٢ رقم (١٣٩٤)، كتاب الحج - باب الصلاة بمسجدي مكة والمدينة، والنسائي ٥/ ٢١٤ رقم (٢٨٩٩)، كتاب الحج - باب فضل الصلاة في المسجد الحرام، وابن ماجة ١/ ٤٥٠ رقم (١٤٠٤)، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب ما جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام ومسجد النبي.
(٦) مسند أحمد بن حنبل ٥/ ١٠٨ رقم (١٤٧٠٠)، وابن حبان ٤/ ٤٩٩ رقم (١٦٢٠)، كتاب الصلاة - باب ذكر فضل الصلاة في المسجد الحرام على الصلاة في مسجد المدينة بمائة صلاة. ولم أجده في صحيح ابن خزيمة.
(٧) مسند البزار ٦/ ١٥٦ رقم (٢١٩٦)، وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٢/ ١٧٢: إسناده صحيح.