تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب الأوقات

صفحة 88 - الجزء 2

  الهقعة⁣(⁣١) وآخرها الجبهة⁣(⁣٢)، {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ٣٨}⁣(⁣٣).

[وقت العصر الاختياري]

  قوله أيده الله تعالى: (ومنه للعصر إلى مثلين) أي ومن وقت مصير ظل كل منتصب مثله سوى فيء الزوال هو وقت اختيار صلاة العصر إلى أن يصير ظل المنتصب مثليه كذلك، وهذا هو المذهب⁣(⁣٤) أن أول اختيار العصر هو آخر اختيار الظهر، وهو عند مصير ظل المنتصب مثله سوى فيء الزوال، فهما يشتركان في هذا الوقت.

  وعن الشافعي⁣(⁣٥) وأبي يوسف ومحمد⁣(⁣٦) أن أول اختيار العصر بعد أن يزيد الظل على المثل أدنى زيادة، وآخره المثلان كما قلنا.

  وعن أبي حنيفة: أن أول اختياره مصير ظل المنتصب مثليه، وآخره وقت اصفرار الشمس⁣(⁣٧)؛ واستدل أهل المذهب بما رواه أبو داود والترمذي⁣(⁣٨) من حديث ابن عباس أن النبي ÷ قال: (أمني جبريل عند البيت مرتين، فصلى [بي]⁣(⁣٩) الظهر في الأولى منهما حين كان الفيء مثل الشراك، ثم صلى العصر حين كان كل شيء مثل ظله، ثم صلى المغرب حين وجبت الشمس وأفطر الصائم، ثم صلى العشاء حين غاب الشفق، ثم صلى الفجر حين برق الفجر وحرم الطعام على الصائم، وصلى المرة الثانية الظهر حين كان ظل كل شيء مثله لوقت العصر بالأمس، ثم صلى العصر حين كان


(١) الهقعة: وهي رأس الجوزاء، وهي ثلاثة كواكب صغار، وتطلع لتسع خلون من حزيران، وتسقط لتسع خلون من كانون الأول. عجائب المخلوقات ١/ ٧٧.

(٢) الجبهة: وهي أربعة كواكب فيها عوج بين كل كوكبين، وطلوعها لأربع عشرة ليلة تمضي من آب، وسقوطه لاثنتي عشرة ليلة تخلو من شباط. عجائب المخلوقات ١/ ٨٠.

(٣) سورة يس: ٣٨.

(٤) التاج المذهب ١/ ٨٢، وشرح الأزهار ١/ ٢٥٠.

(٥) المهذب ١/ ١٨٤، والحاوي ٢/ ١٩.

(٦) اللباب في شرح الكتاب ١/ ٥٦، ومختصر الطحاوي ص ٢٣.

(٧) المبسوط ١/ ١٤٥، والبحر الرائق ١/ ٤٨٦.

(٨) سنن الترمذي ١/ ٢٧٨ رقم (١٤٩)، كتاب الصلاة - باب ما جاء في مواقيت الصلاة، وسنن أبي داود ١/ ٢٧٤ رقم ٣٩٣، كتاب الصلاة - باب ما جاء في المواقيت، وابن خزيمة ١/ ١٦٨ رقم (٣٢٥)، كتاب الصلاة - باب ذكر الدليل على أن فرض الصلاة كان على الأنبياء قبل محمد ÷، ومسند أحمد ١/ ٧١٣ رقم (٣٠٨١)، وسنن البيهقي ١/ ١٦٣.

(٩) ما بين المعقوفتين ساقط من (الأصل).