تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب الأوقات

صفحة 89 - الجزء 2

  ظل كل شيء مثليه، ثم صلى المغرب لوقته الأول، ثم صلى العشاء الآخرة حين ذهب ثلث الليل، ثم صلى الصبح حين أسفرت الأرض، ثم التفت إليّ جبريل فقال: يا محمد هذا وقت الأنبياء من قبلك، والوقت فيما بين هذين) اللفظ للترمذي. وبما رواه النسائي من حديث جابر قال: جاء جبريل إلى النبي ÷ حين زالت الشمس فقال: (قم يا محمد فصل الظهر) فصلاها حين مالت الشمس، ثم مكث حتى إذا كان فيء الرجل مثله جاء للعصر فقال:» قم يا محمد فصل) فصلى العصر، ثم مكث حتى إذا غابت الشمس جاءه فقال: (يا محمد قم فصل المغرب) [فقام]⁣(⁣١) فصلاها حين غابت الشمس سواء، ثم مكث حتى إذا ذهب الشفق جاءه فقال: (قم فصل العشاء) فقام فصلاها، ثم جاءه حين سطع الفجر في الصبح فقال: (قم يا محمد فصل) فقام فصلى الصبح، ثم جاء من الغد حين كان فيء الرحل مثله، فقال: (قم يا محمد فصل) فصلى الظهر، ثم جاءه جبريل حين كان فيء الرحل مثليه، فقال: (قم يا محمد فصل) فصلى العصر، ثم جاءه للمغرب حين غابت الشمس وقتا واحدًا لم يزل عنه، فقال: (قم فصل) [فصلى]⁣(⁣٢) المغرب، ثم جاء للعشاء حين ذهب ثلث الليل الأول فقال: (قم فصل) فصلى العشاء، ثم جاءه حين أسفر جدًا فقال: (قم فصل) فصلى الصبح فقال: (ما بين هذين وقت كله)⁣(⁣٣). وفي معناهما روايات وأحاديث أخر.

[وقت الظهر والعصر الاضطراري]

  قوله أيده الله تعالى: (واضطرار الظهر من المثل إلى بقية تسع العصر) أي الوقت الذي ضرب لصلاة الظهر لأهل الاضطرار، وسيأتي تبيينهم إن شاء الله. ابتداؤه من آخر اختياره، وهو مصير ظل المنتصب مثله، ويمتد إلى بقية من النهار تسع صلاة العصر أربع ركعات في الحضر وركعتان في السفر، و"إلى" هاهنا للانتهاء⁣(⁣٤)، فلا يدخل الحد في المحدود.

  قوله أيده الله تعالى: (وللعصر اختيار الظهر بعد فعله ومن مثلين إلى ما لا يسع ركعة) يعني أن للعصر وقتين اضطراريين:


(١) ما بين المعقوفتين ساقط من (الأصل).

(٢) ما بين المعقوفتين ساقط من (ج).

(٣) سنن النسائي ١/ ٢٥٥ رقم (٥١٣)، كتاب المواقيت - باب آخر وقت العصر، وسنن الترمذي ١/ ٢٨١ رقم (١٥٠)، كتاب الصلاة - باب ما جاء في مواقيت الصلاة عن النبي ÷، ومسند أحمد ٥/ ٨٣ رقم (١٤٥٤٥).

(٤) في (ب): إلى هاهنا الانتهاء، وفي (ج): إلى هاهنا للابتداء.