كتاب الصلاة
  وفي صحيح مسلم(١) عن جابر بن سمرة: كان بلال يؤذن إذا دحضت الشمس، ولا يقيم حتى يخرج النبي ÷.
  قال الإمام يحيى(٢): ولا تصح الإقامة على الراحلة، وقاعدا، كالصلاة؛ إذ هي لها، لا الأذان.
  وظاهر المذهب صحة إقامة القاعد كأذانه، و(٣) لكنه خلاف المندوب.
  وأما الموضع: فيستحب أن يكون عاليا، ففي بعض روايات حديث الرؤيا: فرأيت رجلا، كأن عليه ثوبين أخضرين، فقام على المسجد فأذن ... الخبر(٤).
  وفي البخاري في حديث بلال وابن أم مكتوم: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا، ويرقى هذا(٥).
  وفي حديث لأبي داود، عن امرأة من بني النجار(٦)، قالت: كان بيتي من أطول بيت حول المسجد، وكان بلال يؤذن عليه الفجر ... الخبر(٧).
  قلت: وقد عرفت الصفات المندوبة فيما ذكر من الآداب، والله الموفق.
  قوله أيده الله تعالى: (و [يندب أيضًا أن](٨) يجيب غير نحو مصل، ويحولق،
(١) مسلم ١/ ٤٢٣ رقم (٦٠٦)، كتاب المساجد - باب متى يقوم الناس للصلاة، وأبو داود ١/ ٣٦٦ رقم (٥٣٧)، كتاب الصلاة - باب في المؤذن ينتظر الإمام، والترمذي ١/ ٣٩١ رقم ٢٠٢، كتاب الصلاة - باب ما جاء أن الإمام أحق بالإقامة، وابن ماجة ١/ ٢٣٦ رقم (٧١٣)، كتاب الأذان والسنة فيها - باب السنة في الأذان، واللفظ لمسلم.
(٢) الانتصار ٢/ ٧٤٥.
(٣) سقط الواو من الأصل.
(٤) سنن أبي داود رقم (٥٠٦)، كتاب الصلاة - باب كيف الأذان، وصححه الألباني. وتمامه: ثُمَّ قَعَدَ قَعْدَةً ثُمَّ قَامَ فَقَالَ مِثْلَهَا إِلاَّ أَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ، وَلَوْلاَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ - قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى أَنْ تَقُولُوا - لَقُلْتُ: إِنِّي كُنْتُ يَقْظَانًا غَيْرَ نَائِمٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ وَقَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: «لَقَدْ أَرَاكَ اللَّهُ خَيْرًا».
(٥) البخاري ٢/ ٦٧٧ رقم (١٨١٩)، كتاب الصوم - باب قول النبي ÷: «لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال»، ومسلم ٣/ ١٢٩ رقم (١٨١٩)، كتاب الصيام - باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر.
(٦) في (ب): من بني البخاري. وهي مجهولة.
(٧) سنن أبي داود ١/ ٣٥٧ رقم (٥١٩)، كتاب الصلاة - باب الأذان فوق المنارة، وتمامه: فَيَأْتِي بِسَحَرٍ فَيَجْلِسُ عَلَى الْبَيْتِ يَنْظُرُ إِلَى الْفَجْرِ، فَإِذَا رَآهُ تَمَطَّى، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْمَدُكَ وَأَسْتَعِينُكَ عَلَى قُرَيْشٍ أَنْ يُقِيمُوا دِينَكَ، قَالَتْ: ثُمَّ يُؤَذِّنُ، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُهُ كَانَ تَرَكَهَا لَيْلَةً وَاحِدَةً - تَعْنِى هَذِهِ الْكَلِمَاتِ.
(٨) ما بين المعقوفتين ساقط من (الأصل).