تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 134 - الجزء 2

  وفي صحيح مسلم⁣(⁣١) عن جابر بن سمرة: كان بلال يؤذن إذا دحضت الشمس، ولا يقيم حتى يخرج النبي ÷.

  قال الإمام يحيى⁣(⁣٢): ولا تصح الإقامة على الراحلة، وقاعدا، كالصلاة؛ إذ هي لها، لا الأذان.

  وظاهر المذهب صحة إقامة القاعد كأذانه، و⁣(⁣٣) لكنه خلاف المندوب.

  وأما الموضع: فيستحب أن يكون عاليا، ففي بعض روايات حديث الرؤيا: فرأيت رجلا، كأن عليه ثوبين أخضرين، فقام على المسجد فأذن ... الخبر⁣(⁣٤).

  وفي البخاري في حديث بلال وابن أم مكتوم: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا، ويرقى هذا⁣(⁣٥).

  وفي حديث لأبي داود، عن امرأة من بني النجار⁣(⁣٦)، قالت: كان بيتي من أطول بيت حول المسجد، وكان بلال يؤذن عليه الفجر ... الخبر⁣(⁣٧).

  قلت: وقد عرفت الصفات المندوبة فيما ذكر من الآداب، والله الموفق.

  قوله أيده الله تعالى: (و [يندب أيضًا أن]⁣(⁣٨) يجيب غير نحو مصل، ويحولق،


(١) مسلم ١/ ٤٢٣ رقم (٦٠٦)، كتاب المساجد - باب متى يقوم الناس للصلاة، وأبو داود ١/ ٣٦٦ رقم (٥٣٧)، كتاب الصلاة - باب في المؤذن ينتظر الإمام، والترمذي ١/ ٣٩١ رقم ٢٠٢، كتاب الصلاة - باب ما جاء أن الإمام أحق بالإقامة، وابن ماجة ١/ ٢٣٦ رقم (٧١٣)، كتاب الأذان والسنة فيها - باب السنة في الأذان، واللفظ لمسلم.

(٢) الانتصار ٢/ ٧٤٥.

(٣) سقط الواو من الأصل.

(٤) سنن أبي داود رقم (٥٠٦)، كتاب الصلاة - باب كيف الأذان، وصححه الألباني. وتمامه: ثُمَّ قَعَدَ قَعْدَةً ثُمَّ قَامَ فَقَالَ مِثْلَهَا إِلاَّ أَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ، وَلَوْلاَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ - قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى أَنْ تَقُولُوا - لَقُلْتُ: إِنِّي كُنْتُ يَقْظَانًا غَيْرَ نَائِمٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ وَقَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: «لَقَدْ أَرَاكَ اللَّهُ خَيْرًا».

(٥) البخاري ٢/ ٦٧٧ رقم (١٨١٩)، كتاب الصوم - باب قول النبي ÷: «لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال»، ومسلم ٣/ ١٢٩ رقم (١٨١٩)، كتاب الصيام - باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر.

(٦) في (ب): من بني البخاري. وهي مجهولة.

(٧) سنن أبي داود ١/ ٣٥٧ رقم (٥١٩)، كتاب الصلاة - باب الأذان فوق المنارة، وتمامه: فَيَأْتِي بِسَحَرٍ فَيَجْلِسُ عَلَى الْبَيْتِ يَنْظُرُ إِلَى الْفَجْرِ، فَإِذَا رَآهُ تَمَطَّى، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْمَدُكَ وَأَسْتَعِينُكَ عَلَى قُرَيْشٍ أَنْ يُقِيمُوا دِينَكَ، قَالَتْ: ثُمَّ يُؤَذِّنُ، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُهُ كَانَ تَرَكَهَا لَيْلَةً وَاحِدَةً - تَعْنِى هَذِهِ الْكَلِمَاتِ.

(٨) ما بين المعقوفتين ساقط من (الأصل).