كتاب الصلاة
  والمعنى في ذلك: أن الصوت العالي أبلغ في الإعلام، وأن(١) الصوت الحسن أبعث على(٢) الإجابة إلى الحضور لترقيقه القلوب.
  ويندب رفع الصوت للمنفرد ايضًا؛ لحديث أبي سعيد، حيث قال: (فإذا كنت في غنمك وباديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس إلا شهد له يوم القيامة). سمعته من رسول الله ÷. أخرجه البخاري(٣).
  ومن المندوبات للمؤذن أن يتنحى(٤) المؤذن قليلا عن موضع أذانه حتى يقيم؛ لما في إحدى روايات رؤياء الأذان، حيث قال: ثم استأخر عني غير بعيد، ثم قال: تقول إذا أقمت الصلاة ... الخبر(٥).
  أو يقعد بينهما؛ لقوله ÷ في أخرى: (قال فأذن ثم قعد قَعْدَةً، [ثم قام](٦) فقال مثلها) ... الخبر.
  ويستحب أن يكون المؤذن من نسل مؤذني رسول الله ÷، وأن لا يقيم إلا بإشارة الإمام؛ لحديث: (المؤذن أملك بالأذان، والإمام أملك بالإقامة). رواه أبو الشيخ وابن حبان، وابن عدي(٧).
(١) في (ب، ج): فإن.
(٢) في (ب، ج): أبعث في الإجابة.
(٣) البخاري ١/ ٢٢١ رقم (٥٨٤)، كتاب الأذان - باب رفع الصوت بالنداء، والنسائي ٢/ ١٢ رقم (٦٤٤)، كتاب الأذان - باب رفع الصوت بالأذان، وابن حبان ٤/ ٥٤٦ رقم (١٦٦١)، كتاب الصلاة - باب الأذان.
(٤) في جمع النسخ: يتنح، بحذف حرف العلة، وما أثبتناه هو الصواب.
(٥) سنن أبي داود رقم (٤٩٩)، كتاب الصلاة - باب كيف الأذان. تمامه: للَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ÷ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ، فَقَالَ: «إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَقُمْ مَعَ بِلاَلٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ». فَقُمْتُ مَعَ بِلاَلٍ فَجَعَلْتُ أُلْقِيهِ عَلَيْهِ وَيُؤَذِّنُ بِهِ - قَالَ - فَسَمِعَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ فَخَرَجَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ وَيَقُولُ: وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ مَا رَأَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «فَلِلَّهِ الْحَمْدُ».
(٦) ما بين المعقوفتين ساقط من (الأصل).
(٧) الكامل في ضعفاء الرجال، لابن عدي ٤/ ١٢، وكنز العمال ٧/ ٦٩٤ رقم (٢٠٩٦٣) عن أبي هريرة، وعزاه لأبي الشيخ في كتاب الأذان، ولم أقف عليه عند ابن حبان، وأخرجه البيهقي ٢/ ١٩ عن علي موقوفا.