تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب: صفة الصلاة

صفحة 172 - الجزء 2

  قلنا: ويجب قراءتها في الفاتحة والسورة]⁣(⁣١)، ويجهر بها في الجهرية⁣(⁣٢) خلاف أبي حنيفة، ومالك، وأحمد⁣(⁣٣).

  لنا أحاديث منها: حديث أم سلمة عند ابن خزيمة والحاكم⁣(⁣٤): أنه ÷ عد البسملة آية من الفاتحة. وحديث أبي هريرة عند الدارقطني وغيره⁣(⁣٥)، أنه ÷ قال: (إذا قرأتم الحمد فاقرأوا بسم الله الرحمن الرحيم، إنها أم القرآن، وأم الكتاب، وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها) ونحوها.

  قال في شرح الإرشاد: والأحاديث المشار إليها وإن كانت آحادًا فالآحاد تفيد وجوب العمل، وقد يدعى إفادتها العلم كالمتواتر؛ لقرائن تحتفها: ككتابتها بقلم المصحف وسواده في المصاحف العثمانية الأئمة، التي أجمع عليها الصحابة، مع مبالغتهم في تجريدها عما ليس من القرآن، حتى عن أسماء السور، كما لا يخفى على من علم السبب الباعث على كتابتها، وهو مبين في صحيح البخاري، وتلك القرائن قد تحصل لمجتهد دون [مجتهد]⁣(⁣٦) آخر، فمن ثمة جاء الخلاف فيها بين الأئمة. انتهى.

[الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم]

  قلت: وفي الجهر بها أحاديث، كحديث ابن عمر قال: صليت خلف رسول الله ÷، وأبي بكر، وعمر، فكانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم. رواه الدارقطني وغيره⁣(⁣٧).


(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).

(٢) وبه قال الشافعي. ينظر: المجموع للنووي ٣/ ٢٨٨ - ٢٨٩.

(٣) مذهب أبي حنيفة، وأحمد: أنه يقرأها سرًّا، سواء كانت صلاته سرية أم جهرية. مختصر اختلاف العماء ١/ ٢٠١، والمغني ١/ ٥٢١. وقال مالك: لأقرأ بها في المكتوبة لا سرًّا ولا جهرًا. المدونة ١/ ١٦٢.

(٤) صحح ابن خزيمة ١/ ٢٤٨ رقم (٤٩٣)، كتاب الصلاة - باب ذكر الدليل على أن بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب، والمستدرك ١/ ٢٣٢، كتاب الصلاة، والدارقطني ١/ ٣٠٧ رقم (٢١) باب وجوب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم.

(٥) سنن الدارقطني ١/ ٣١٢ رقم (٣٦)، كتاب الصلاة - باب وجوب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة والجهر بها، والبيهقي ٢/ ٤٤، كتاب الصلاة - باب الدليل على أن البسملة آية تامة من الفاتحة ٢/ ٤٤.

(٦) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٧) الدارقطني ٢/ ٣٠٢ رقم (٤)، كتاب الصلاة - باب وجوب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم.