تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 192 - الجزء 2

  [وكذلك سائر ما حذفه في هذا الموضع من كلام الأزهار⁣(⁣١)، إنما حذفه لفهمه مما ذكر اختصارًا]⁣(⁣٢) [والله أعلم]⁣(⁣٣).

  قوله أيده الله تعالى: (فإن تعذر فالتسبيح) يعني فإن تعذر القرآن، ولو بالاستملاء وجب عليه التسبيح المأثور فيما رواه أبو داود والنسائي من حديث عبد الله بن أبي أوفى، أن رجلا أتى النبي ÷ فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئا، فعلمني ما يجزئني، قال⁣(⁣٤): (قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله [العلي العظيم]⁣(⁣٥))⁣(⁣٦).

  قال أهل المذهب: ثلاث مرات، وأسقطوا الحولقة⁣(⁣٧).

  قوله أيده الله تعالى: (ثم ذِكْرٌ) يعني فإن تعذر عليه التسبيح المذكور فالواجب⁣(⁣٨) عليه مكانه ذكر: من تكبير، وتهليل، ونحوهما؛ لحديث رفاعة بن رافع أن النبي ÷ قال للذي علمه الصلاة: (إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله، ثم تشهد فأقم، فإن كان معك قرآن فاقرأ، وإلا فاحمد الله، وكبره، وهلله). هذا طرف من حديث أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي، واللفظ له⁣(⁣٩). وهذه المسألة من زيادات الأثمار.


(١) ص ٣٨ ونصه: وكل ذكر تعذر بالعربية فبغيرها إلا القرآن فيسبح؛ لتعذره كيف أمكن، وعلى الأمي ما أمكن آخر الوقت إن نقص، ويصح الاستملاء لا التلقين والتعكيس، وتسقط عن الأخرس لا الألثغ ونحوه، وإن غَيَّرَ لا يلزم المرء اجتهاد غيره؛ لتعذر اجتهاده. اهـ.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ب، ج).

(٤) في (ج): فقال له، وفي (ب): قال ÷.

(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من (ب).

(٦) سنن أبي داود ١/ ٥٢١ رقم (٨٣٢)، كتاب الصلاة - باب ما يجزئ الأمي والأعجمي من القرآن، وسنن النسائي ٢/ ١٤٣ رقم (٩٢٤)، كتاب الافتتاح - باب ما يجزئ من القراءة من لا يحسن القرآن.

(٧) الحولقة: هي قول لا حول ولا قوة إلا بالله. لسان العرب ١٠/ ٦٦، مادة: حلق، وانظر قول أهل المذهب في شرح الأزهار ١/ ٢٤٤، والبيان الشافي ١/ ٥٣٧.

(٨) في (ب، ج): وجب عليه.

(٩) سبق تخريجه، وهو حديث المسيء صلاته ص ١٠١٢.