كتاب الصلاة
  وعن فَضالة - بفتح الفاء - بن عبيد(١) قال: سمع النبي ÷ رجلا يدعو في صلاته، فلم يصل على النبي ÷، فقال النبي ÷: (عجل هذا) ثم دعاه، فقال له أو لغيره: (إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم ليصل على النبي ÷، ثم ليدع بعد بما شاء). أخرجه الترمذي(٢). ولغيره نحوه.
  وعن ابن مسعود: كنت أصلي والنبي ÷ وأبو بكر وعمر معه، فلما جلست بدأت بالثناء على الله، ثم الصلاة على النبي ÷، ثم دعوت لنفسي، فقال النبي ÷: (سل تعطه، سل تعطه) أخرجه الترمذي(٣).
  وعن عمر بن الخطاب أن رسول الله ÷ قال: (الدعاء موقوف بين السماء والأرض، لا يصعد حتى يُصَلَّى علي، فلا تجعلوني كغمر الراكب، صلوا عليّ أول الدعاء، وأوسطه، وآخره). ذكره رزين، وأخرجه الترمذي موقوفا على عمر، وقال في آخره: حتى تصلي [على](٤) نبيك ÷(٥).
  وعن أبي زهير النميري(٦) من الصحابة، قال: خرجنا مع رسول الله ÷
(١) فضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس الأنصاري أبو محمد الأوسي، شهد أحدًا، وبايع تحت الشجرة، وشهد خيبر مع النبي ÷، خرج إلى الشام وأقام بها حتى مات، ولاه معاوية على الغزو، ثم ولاه قضاء دمشق، وكان معاوية إذا غاب عن دمشق استخلفه عليها، توفي سنة ٥٣ هـ. أسد الغابة ٤/ ٣٤٦ رقم (٤٢٣٢)، والاستيعاب ٣/ ٣٢٧ رقم (٢١٠٤).
(٢) سنن الترمذي ٥/ ٤٨٢ رقم (٣٤٧٧)، كتاب الدعوات - باب (٦٥).
(٣) سنن الترمذي ٢/ ٤٨٨ رقم (٥٩٣)، كتاب أبواب الصلاة - باب ما ذكر في الثناء على الله والصلاة على النبي ÷ قبل الدعاء.
(٤) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).
(٥) سنن الترمذي ٢/ ٣٥٦ رقم (٤٨٦)، كتاب أبواب الصلاة - باب ما جاء في فضل الصلاة النبي ÷، جامع الأصول ٤/ ١٥٥ رقم ٢١٢١ قال فيه كغمر الراكب: العمر القدح الصغير كالقعب، والمعنى أن الراكب يحمل رحله وأزواده ويترك قعبه على آخر ترحاله، ثم يعلقه إما على آخرة الرحل أو نحوها، فليس عنده بمهم، فنهاهم ÷ أن يجعلوا الصلاة عليه كالعمر الذي لا يقدم في المهام فيجعل تبعا والاهتمام بشأنها والمراد الحث على الصلاة عليه، ولا وسط.
(٦) أبو زهير أو أبو الأزهر النميري، ويقال: الأنماري، يعرف بكنيته ولا يعرف له اسم، له صحبة، وسكن الشام. قال ابن حجر: أبو زهير النميري، قيل: هو أبو زهير الأنماري، والراجح أنه غيره. الإصابة ٤/ ٧٨ رقم (٤٥٦)، والاستيعاب ٤/ ٢٢٦ رقم (٢٩٩٩)، وأسد الغابة ٦/ ١٢٠ رقم (٥٩١٩)، ٦/ ١٢٢ رقم (٥٩٢٢).