كتاب الصلاة
  وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله ÷: «ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام أمَّ(١) قومًا وهم له كارهون». أخرجه الترمذي(٢)، وفي معناه غيره.
  وظاهر الأحاديث عدم جواز إمامته، فإذا(٣) لم تجز لم تصح كما روي عن المنصور بالله، قال في الغيث: والأول عندنا أقرب(٤).
  قال في البحر: المؤيد بالله: وخلف قريب العهد بالمعصية(٥).
  الإمام يحيى والشافعي: وخلف التمتام، والفأفاء، والوأواء(٦)؛ إذ يزيد حرفًا يغلب عليه(٧).
  قلت: وإذا زاد فسدت عليه على المذهب، وأما الأرت(٨)، والألثغ(٩)، والأليغ(١٠)، وذو العقلة(١١)، والأَلَتَّ(١٢) وذو الحكلة(١٣) فلا يأتم بهم إلا مثلهم، كما مر، قلت: ولا يترك تلك اللفظة في الأصح(١٤).
(١) في الأصل: وإمام قوم هم له كارهون. وفي (ج): أم قومٍ.
(٢) سنن الترمذي ص ٩١ رقم (٣٦٠)، كتاب أبواب الصلاة - باب ما جاء فيمن أم قومًا وهم كارهون، وسنن البيهقي ٣/ ١٢٨ رقم (٥١٢٢)، باب ما جاء فيمن أم قومًا وهم له كارهون، وأخرجه بمعناه ابن ماجة ص ١٤٣ رقم (٩٧١)، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - من أم قومًا وهم له كارهون.
(٣) في (ب، ج): وإذا لم.
(٤) شرح الأزهار ١/ ٢٩٠.
(٥) الانتصار ٣/ ٦٢٤.
(٦) التمتام: من يكرر التاء، فيقول في تبارك الله: تتتبارك الله والفأفاء: من يكرر الفاء ويتردد فيها، فيقول: ففلله الحمد. والوأواء: من يكرر الواو، نحو (وإياك) فيقول: ووإياك. روضة الطالبين ص ١٥٧، والانتصار ٣/ ٦٢٤.
(٧) الانتصار ٣/ ٦٢٤، وروضة الطالبين ص ١٥٧.
(٨) في هامش الأصل: الأرت: في حديث المسور: رأى رجلا أرت يؤم الناس فأخره. الأرت: الذي في لسانه عقدة وحبسة ويعجل في كلامه ولا يطاوعه لسانه. تمت نهاية ٢/ ١٩٣.، وينظر لسان العرب ٢/ ٣٤.
(٩) الألثغ: الذي لا يستطيع أن يتكلم بالراء، وقيل: هو الذي يجعل الراء غينا أو لاما، أو يجعل الراء طرف لسانه، أو يجعل الصاد فاء، مثل الذي يقرأ (أنعمت عليهم): أنعمت عييهم، أو (نستعين) نثتعين ... لسان العرب ٨/ ٤٤٨.
(١٠) الأليغ: الذي يرجع كلامه ولسانه إلى الياء، وقيل: هو الذي لا يُبين الكلام. ينظر لسان العرب ٨/ ٤٤٩.
(١١) ذو العقلة: يقال: قد اعتقل لسانه إذا حبس ومنع الكلام. لسان العرب ١١/ ٤٥٨.
(١٢) الألت: هو الذي يجعل اللام تاء، فيقول في أكلت: أكت، وفي كلهم: كتهم.
(١٣) الحكلة والعكلة: العجمة في جميع الكلام بلا بالإضافة إلى حرف دون حرف. ينظر الانتصار ٣/ ٦٢٦.
(١٤) البحر الزخار ٣/ ٣٨، وقوله في الأصح إشارة إلى قول القاضي زيد، وأبي مضر؛ فإنهما قالا: يتركها. التذكرة الفاخرة ص ١١١.