تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 265 - الجزء 2

  والهاشمي أولى ممن ليس بهاشمي، والفاطمي أولى ممن سواه⁣(⁣١)؛ والأصل في ذلك قوله ÷: «قدموا قريشا ولا تتقدموها⁣(⁣٢)»⁣(⁣٣) نسبه في التلخيص إلى الشافعي من طريق ابن شهاب أنه بلغه، وعن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم لمسلمهم، وكافرهم لكافرهم» أخرجه البخاري ومسلم⁣(⁣٤).

  ثم الأقدم هجرة. وقيل: هو الأقدم من الأسن⁣(⁣٥)؛ لحديث أبي مسعود البدري في رواية مسلم: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سِنا، ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه، ولا يقعد على تكرمته في بيته إلا بإذنه»⁣(⁣٦).

  قيل: ثم يقدم المهاجر⁣(⁣٧) في زماننا على من لم يهاجر، والأقدم هجرة على خلافه، ثم أولاد المهاجرين على مراتبهم⁣(⁣٨)، ثم الأحسن وجها، وقيل: فعلاً⁣(⁣٩).

  قال في الغيث: تنبيه: مفهوم كلام الأصحاب أنه إذا تقدم غير الأولى، [يعني بغير


(١) الانتصار ٣/ ٥٤٩، وشرح الأزهار ١/ ٢٩، والمهذب ١/ ٣٢٥.

(٢) في (ج): ولا تقدموها.

(٣) والحديث في مسند الشافعي ١/ ٢٧٨، كتاب الأشربة وفضائل قريش وغيره، ومسند البزار ٢/ ١١٢ رقم (٤٦٥)، وينظر في تلخيص الحبير ٢/ ٣٦ رقم (٥٧٩).

(٤) صحيح البخاري ٣/ ١٢٨٨ رقم (٣٣٠٥)، كتاب المناقب - باب قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}⁣[الحجرات: ١٣]، وقوله: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ١}⁣[المائدة: ١]، ومسلم ص ٨٢١ رقم (١٨١٨)، كتاب الإمارة - باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش، ومسند أحمد ١/ ١٠١ رقم (٧٩٠)، ومسند البزار ٢/ ١٤٩ رقم (٥١٢).

(٥) المهذب ١/ ٣٢٥.

(٦) صحيح مسلم ص ٢٩٩ رقم (٦٧٣)، كتاب المساجد - باب من أحق بالإمامة، وسنن الترمذي ص ٦٢ رقم (٢٣٥)، كتاب أبواب الصلاة - باب ما جاء من أحق بالإمامة، وسنن أبي داود ص ١١٥ رقم (٥٧٨)، كتاب الصلاة - باب من أحق بالإمامة، وسنن النسائي ص ١٣٤ رقم (٧٧٩)، كتاب الإمامة - باب من أحق بالإمامة، وسنن ابن ماجة ص ١٤٥ رقم (٩٨٠)، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب من ِأحق بالإمامة، ومسند أحمد ٥/ ٢٧٢ رقم (٢٢٣٩٤).

(٧) في الأصل: المهاجرين، وهو تصحيف.

(٨) الانتصار ٣/ ٥٤٩.

(٩) الانتصار ٣/ ٥٥١، والمهذب ١/ ٣٢٧.