تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب: [صلاة الجماعة]

صفحة 276 - الجزء 2

  وكذا قال أصحاب الشافعي في اعتبار الأذرع⁣(⁣١). وقيل (الفقيه يحيى): بل تعتبر القامة بينهم وبين الإمام أو الصف الآخر⁣(⁣٢).

  فائدة: ظاهر كلام المذاكرين أن توسط الطريق أو النهر بين الإمام والمؤتمين أو بين الصفين⁣(⁣٣) تقطع الائتمام مطلقًا⁣(⁣٤).

  وقال أبو العباس: لا تأثير لذلك إلا إذا حصل بتوسط أحدهما من البعد ما يزيد على القامة⁣(⁣٥).

  قال في الغيث: وهذا هو الصحيح والذي بنينا عليه كلام الأزهار؛ لأن ذلك لو كان مانعًا لذكرناه بعينه⁣(⁣٦).

[ترتيب صفوف الجماعة]

  قوله أيده الله تعالى: (ويقدم الرجال لهب: ثم الخناثى. ثم النساء، ويلي كلا صبيانه) أي يجب أن يقدم من صفوف الجماعة صف الرجال.

  قال أهل المذهب: ثم إذا اتفق حضور خناثى ونساء وجب تقديم الخناثى⁣(⁣٧) على صف النساء؛ لتجويز كونهم ذكورًا⁣(⁣٨).

  قال في الغيث: ولا يقال: يجوز كون بعضهم إناثا وبعضهم ذكورًا، فلا يصح صفهم؛ لأن ذلك موقف ضرورة، وقد استضعف المؤلف أيده الله تعالى صحة تجميع الخناثى مطلقًا لتجويز كونهم إناثًا جميعهم⁣(⁣٩) مع كون بعدهم صف النساء، فيلزم إجتماع الذكور والإناث في صف واحد وذلك لا يصح أيضًا، ولذلك أشار إلى ضعف ذلك بقوله: "لهب" وكأنه لم يقو عنده ما ذكره في الغيث من كون الموقف موقف ضرورة. والله أعلم⁣(⁣١٠).


(١) روضة الطالبين ص ١٦٠ - ١٦٢.

(٢) البيان الشافي ١/ ٢٩٦.

(٣) في (ج): أو بين الصف.

(٤) التحرير ١/ ٩٤.

(٥) التحرير ١/ ٩٤، ٩٥.

(٦) شرح الأزهار ١/ ٢٩٨.

(٧) في (ب): تقديم صف الخناثى، وفي (ج): صفوف الخناثى.

(٨) التحرير ١/ ٩٦، شرح الأزهار ١/ ٢٩٨، والتذكرة الفاخرة ص ١١١، والبحر الزخار ١/ ٣٢٣، والانتصار ٣/ ٦٤٢.

(٩) في (ب، ج): جميعًا.

(١٠) شرح الأزهار ١/ ٢٩٨، والتذكرة الفاخرة ص ١١١، والبحر الزخار ١/ ٣٢٣، والانتصار ٣/ ٦٤٢، والتحرير ١/ ٩٦.