تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب: [صلاة الجماعة]

صفحة 292 - الجزء 2

  قالوا: وإذا جاز مثل ذلك للمباح جاز لأجل المعاونة على الطاعة بطريق الأولى.

  وعن بعض الشافعية: يندب، مالم يشق على المؤتمين⁣(⁣١).

  وعن بعضهم: يكره، إلا لمن يعتاد حضورها. وعن بعضهم: مباح⁣(⁣٢). حكى معنى ذلك في البحر⁣(⁣٣).

  وحكى ابن مظفر في بيانه عن الشرح والانتصار أن من طول في صلاته أو سجوده لغرض لم يضره⁣(⁣٤)، وقيل: الانتظار الزائد على المعتاد مكروه، ولا تفسد به الصلاة، وإن كان كثيرًا؛ لأنه في موضعه. وإنما يفسد ما كان كثيرًا في غير موضعه، كما سيأتي.

  ويحتمل أن ذلك لا يجوز وأنه مفسد، وقيل: إن كان الزائد على المعتاد كثيرًا أفسد وإلا فلا، وأما لو انتظر راكعًا من غير تسبيح، فظاهر ما ذكره المؤيد بالله جوازه.

  وعن الحنفية أنه مفسد⁣(⁣٥)، والله أعلم⁣(⁣٦). وعبارة الأثمار محتملة.

[جماعة النساء والعراة وأحكامهما]

  قوله أيده الله تعالى: (وجماعة النساء والعراة صف) أي لا يجوز ولا تصح صلاة النساء جماعة إلَّا إذا كن صفا واحدًا. هذا قول أبي طالب، فلو لم يسعهن الصف صلين بإمامتين عنده⁣(⁣٧)؛ لما تقدم من دليل وجوب تأخير صفهن، وإذا صلين صفوفًا فلا بد من مقدم، وعن الأستاذ والقاضي⁣(⁣٨) أنها تصح صفوفًا كصفوف الرجال⁣(⁣٩).


= سجدة، ومسند أحمد بن حنبل ٣/ ٤٩٣، والطبراني في الكبير ٧/ ٢٧٠ رقم (٧١٠٧)، وصححه الحاكم في المستدرك ٣/ ١٨١ رقم (٤٧٧٥)، والبيهقي في سننه ٢/ ٢٦٣ رقم (٣٢٣٦)، كتاب الصلاة - باب الصبي يتوثب على المصلي ويتعلق بثوبه فلا يمنعه.

(١) روضة الطالبين ص ١٥٣.

(٢) روضة الطالبين ص ١٥٣.

(٣) البحر الزخار ١/ ٣١٨.

(٤) البيان الشافي ١/ ٣٠٦ - ٣٠٧.

(٥) مختصر اختلاف العلماء ١/ ١٤٨.

(٦) البيان الشافي ١/ ٣٠٦.

(٧) التحرير ١/ ٩٥.

(٨) في هامش الأصل: القاضي زيد ..

(٩) شرح الأزهار ١/ ٣٠٦، والبحر الزخار ١/ ٣٠٦.