تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

[شرح خطبة الأثمار]

صفحة 87 - الجزء 1

[شرح خطبة الأثمار]

  الحمد لله الذي نوَّر قلوب أوليائه بمصابيح العرفان، وشرَحَ صدورَ أصفيائه للتحقق بحقائقِ الإيمان، ورشح ورثة أنبيائه لاجتناء أثمار أزهار رياض العلم ذوات⁣(⁣١) الأفنان، وأمدَّ بحر نعمائه الزخار بغيث آلائه المدرار، فالتقى ماؤهما على أمرٍ قد قدر بأودية الامتنان.

  أحمده على ما منحنا من لُمَعِ الهداية مبالغة في التذكرة لنا⁣(⁣٢)، والبيان. وأشكره على ما كشف عنا من غياية⁣(⁣٣) الغواية، وأوضح لنا من مناهج البرهان.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة طالعة من أفق الإيقان، راسخة في تامور⁣(⁣٤) الجنان. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المؤيد بالفرقان، الناسخ دينه سائر الملل والأديان، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أناسي عيون عالَمِ الإنسان، صلاة وسلامًا دائمين بدوام الله الملك الديان، ورضي الله عن أصحابه المتقين⁣(⁣٥) الذين شادوا منار الإيمان، وعن التابعين وتابعيهم وتابعي التابعين لهم بإحسان.

  أما بعد: فإن المختصر الموسوم بأثمار الأزهار في فقه الأئمة الأطهار الذي لم ينسج على منواله مُؤَلَّفٌ في سالف الأعصار، ولا يمكن أن يسبك في قالبه مصنف على توارد الأدوار، وكيف لا يكون كذلك وقد استخرج من لجج الأفكار فرائد فوائده، وناط يواقيت نتائج الأنظار على مقاعد قواعده⁣(⁣٦)، وقيد بمعجز عباراته وبديع إشارته من علم الفقه شوارد أوابده، من أحيى الله بميمون دعوته⁣(⁣٧) معالم الدين الحنيف بعد اندراسها، ورفع في أيامه السعيدة أعلام العلم الشريف بعد انتكاسها، وطهر بمساعيه الحميدة أرض اليمن من


(١) سقط من (ب) قوله: ذوات.

(٢) في (ب، ج): مبالغة لنا في التذكرة.

(٣) الغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة وغيرها. النهاية في غريب الحديث، لمجد الدين أبي السعادات مبارك بن محمد الجزري ابن الأثير - طبعة دار إحياء التراث العربية (١٣٨٣ هـ / ١٩٦٣ م) ٣/ ٤٠٣.

(٤) التامور: علقة القلب أو دمه. هامش (ش).

(٥) في (ب، ج): ورضي الله عن أصحابه المحقين.

(٦) في (ب، ج): معاقد قواعده.

(٧) في (ش): بدعوته الميمونة.