[شرح خطبة الأثمار]
  أوضار(١) فرق الضلالة وأرجاسها، وقلع الباطنية الغوية من شوامخ قلاعها، وبوَّأها بطون أرماسها، وأزاح ظلمات الظلم والعدوان، فتجلت(٢) وجوه العدل والإحسان بعد طول إبلاسها(٣)، والذي أشرقت بأنوار هدايته أقطار الملة الحنيفية، واستمسك بعروة ولايته الوثقى أعيان طوائف الأمة المحمدية، وشيَّد ببيض الصفائح وسود الصحائف بنيان مذهب الفرقة الناجية الزيدية، وأعاد الخلافة إلى مركزها من صميم العترة الزكية، وأخذ لهم من أعدائهم بالثأر(٤)، وبوأهم دار القرار من مراتبهم العلية، مولانا ومالك أمرنا(٥) شمس فلك هذا العالم، وسيد ملوك بني آدم، ظل الله في أرضه، وحجته(٦) على خلقه، أمير المؤمنين وسيد المسلمين، وخليفة جده النبي الأمين، الصادع بالحق المبين، المتوكل على الله رب العالمين/ يحيى شرف الدين بن شمس الدين بن أمير المؤمنين المهدي لدين الله أحمد بن يحيى المرتضى بن رسول الله ÷(٧).
  نَسَبٌ يفوقُ الشمسَ في إشراقه ... ويُهجِّن المسك الذكي بنشره(٨)
  لا زالت نيَّرات السعادة في آفاق معاليه طالعة، ولا برحت سحائب النعم على جنابه
(١) الوَضَرُ: وسخ الدَّسم واللبن، أو غسالة السقاء، والقصعة ونحوها، وبقية الهناء، وما تشمه من ريح تجده من طعام فاسد، والجمع: أوضار. ينظر: القاموس المحيط، مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي - تحقيق: محمد المرعشلي - دار إحياءا لتراث العرب - ط ١ (١٤٢٢ هـ/٢٠٠٧ م) ص ٦٣٤.
(٢) في (ش): فتبلجت.
(٣) الإبلاس: القنوط، وقطع الرجاء من رحمة الله، وقيل: الإبلاس: الانكسار والحزن، يقال: أبلس إذا سكت غما وحزنا. ينظر: تاج العروس ٨/ ٢٠٩.
(٤) في (ش): وأخذ لهم بالثأر من أعدائهم الشقية.
(٥) في (ش): وحجة دهرنا وخليفة عصرنا.
(٦) في (الأصل): وحجبته.
(٧) أحمد بن يحيى المرتضى، ولد سنة ٧٧٥ هـ بـ «ألهان - آنس»، من كبار أئمة الزيدية في اليمن، مجتهد مطلق، مصنف مكثر، له تصانيف في كل فن، توفي سنة ٨٤٠ هـ، وله: متن الأزهار في فقه الأئمة الأطهار، والغيث المدرار المفتح لكمائم الأزهار، والبحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار، ومنهاج الوصول إلى علم الأصول، وغايات الأفكار ونهاية الأنظار، وتاج علوم الأدب وقانون كلام العرب، وغيرها. ينظر: البدر الطالع ١/ ١٢٢ - ١٢٦، وأئمة اليمن ١/ ٣١٢ - ٣٢٠، ومصادر الفكر الإسلامي في اليمن للحبشي ص ٥٨٣ - ٥٩٤، والإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى وأثره في الفقه الإسلامي سياسيا وعقائديا، للدكتور محمد الكمالي - طبع سنة (١٩٩١ م/١٤١١ هـ) - دار الحكمة اليمانية.
(٨) لم أجده، ولعله للمؤلف.