فصل: [في استحباب البدء بالتسمية]
فصل: [في استحباب البدء بالتسمية]
  وقد استدل على استحباب البداية بالتسمية في كل أمر ذي بال: بالعقل، والنقل.
  أما العقل: فلأن الباري جل وعلا لما كان هو المنعم علينا بأصول النعم(١) وفروعها كان اللائق منا أن نبتدئ باسمه تبركًا بذكره.
  وأما النقل: فمن الكتاب العزيز قوله تعالى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}(٢)، وقوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}(٣). والصحيح أنا متعبدون بشريعة من قبلنا ما لم تنسخ. وقوله ø: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}(٤)، وقوله: {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}(٥)، {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}(٦)، {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ}(٧) ... إلى غير ذلك.
  وأما من السنة: فالحديث المشهور عن النبي ÷: «كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر»(٨). أي [مقطوع البركة](٩)، ومعنى ذي بال: مقصود فعله [إلى غير ذلك](١٠).
(١) أصول النعم عند المتكلمين هي:
١ - خلق الحي.
٢ - خلق حياته.
٣ - خلق قدرته.
٤ - خلق شهوته.
٥ - تمكينه من المشتهيات.
٦ - إكمال عقله. فالخمسة الأول تكون نعمة بغير السادس، والسادس لا يكون نعمة إلا معها. وأما فروع النعم فلا تحصى. ينظر: مفتاح السعادة، للعلامة العجري ١/ ٨٩٨.
(٢) سورة العلق: ١.
(٣) سورة النمل ٣٠.
(٤) سورة الأنعام: ١١٨.
(٥) سورة الأنعام: ١١٩.
(٦) سورة الأنعام: ١٢١.
(٧) سورة المائدة: ٤.
(٨) مسند أحمد ٣/ ٢٨١ رقم (٨٧٢٠)، مسند أبي هريرة، بلفظ: «لا يفتتح بذكر الله»، وسنن ابن ماجة: لأبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني - تحقيق: محمد عبد الباقي - دار الكتب العملية - بيروت ١/ ٦١٠ رقم (١٨٩٤)، كتاب النكاح - باب خطبة النكاح، وفيه بالحمد، وصحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، كتاب الطهارة - باب الاستطابة، لمحمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي (ت: ٧٣٩ هـ) - مؤسسة الرسالة - بيروت - ط ٢ (١٤١٤ هـ/١٩٩٣ م) ١/ ١٧٣ رقم (١)، باب ما جاء في الابتداء بحمد الله تعالى، والمعجم الكبير للطبراني ١٩/ ٧٢ رقم (١٤١)، وعبد الرزاق في المصنف ٦/ ١٨٩ رقم (١٠٤٥٥)، باب القول عند النكاح، ١١/ ١٦٣ رقم (٢٠٢٨) باب خطبة الحاجة - تشقيق الكلام، للحافظ أبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني ومعه كتاب الجامع للإمام معمر بن راشد الأزدي، رواية الإمام عبد الرزاق الصنعاني - المكتب الإسلامي - بيروت - ط ٢ (١٤٠٣ هـ/١٩٨٣ م).
(٩) في (ج): ومقطوع ومنزوع البركة، وفي (ش) بحذف كلمة: مقطوع.
(١٠) في (ج): وقيل: غير ذلك.