تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

[شرح خطبة الأثمار]

صفحة 99 - الجزء 1

  فيه إلماحٌ إلى أن السلام الذي هو التحية عبارة معروفة بكلام مخصوص، وإن اختلفت الأعراف فيه.

  قال مولانا أيده الله: وقد قيل: إن لفظ "اسم" هنا المراد به الجنس، وإنه المبتدأ به حقيقة، ويراد به جنس أسماء الله تعالى كلها، وأنه أتي به للفرق بين التيمن واليمين. فاليمين بذات المسمى، والتيمن بأسمائه الحسنى. وأشار إلى هذا المعنى السيد الشريف⁣(⁣١)، وهو معنى حسنٌ⁣(⁣٢).

  قال مولانا أيده الله وحفظه: وإنما حققنا إلى هذا الحد؛ لأن أكثر المصنفين يهملون تفسير معنى الاسم من هذه الجهة، وهو محتاج إليه في التلاوة الواجبة وغيرها. انتهى كلامه، وبتمامه تم الكلام على البسملة.

  وأما الحمد: [فقال بعضهم]⁣(⁣٣): هو الثناء باللسان على قصد التعظيم، سواء تعلق بالنعمة أو بغيرها، ونقيضه: الذم.

  والشكر: فعل ينبئ عن تعظيم المنعم؛ لكونه منعمًا سواء كان باللسان أو بالجنان أو بالأركان، ونقيضه الكفر، فمورد الحمد لا يكون إلاَّ اللسان، ومتعلقه يكون النعمة وغيرها⁣(⁣٤)، ومتعلق الشكر لا يكون إلا النعمة، ومورده يكون اللسان وغيره.

  فالحمد أعم من الشكر؛ باعتبار المتعلق، وأخص باعتبار المورد، والشكر بالعكس. انتهى كلامه.

  ويفهم منه عدم التفرقة بين الحمد والمدح كما صرح به الزمخشري | حيث قال: الحمد والمدح أخوان⁣(⁣٥)، وكذلك قال غيره⁣(⁣٦).


= الكويت - ط ٢ (١٩٨٤ م). شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامري ص ٢١٤، وخزانة الأدب ٢/ ٣٣٧.

(١) علي بن محمد الجرجاني الحنفي، المشهور بالسيد الشريف، فقيه ولد سنة ٧٤٠ هـ بجرجان، فقيه حنفي، لغوي، متكلم، مشارك في كافة العلوم، توفي سنة ٨١٦ هـ، وله نحو خمسين مصنفا. ينظر: بغية الوعاة للسيوطي ٢/ ١٩٦، والبدر الطالع للشوكاني ١/ ٤٨٨، والأعلام ٥/ ٧، ومعجم المؤلفين ٧/ ٢١٦.

(٢) ينظر: حاشية الجرجاني على الكشاف ١/ ٣٠.

(٣) في (ش): فقيل.

(٤) في هامش (ب): الفواضل والفضائل.

(٥) الكشاف ١/ ٨.

(٦) ينظر: عدة الأكياس في شرح معاني الأساس ١/ ٢٥، تأليف: أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي - دار =