تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 426 - الجزء 2

  قيل: والأصل في ذلك ما رواه الشافعي ¦(⁣١)، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود التابعي⁣(⁣٢)، أحد فقهاء المدينة السبعة، أنه قال: من السنة أن يبتدئ الخطيب بتسع تكبيرات تترى، ثم يخطب، ثم يجلس، ثم يقوم فيفتتح الثانية بسبع تكبيرات تترى⁣(⁣٣)، هكذا في شرح الإرشاد، وهو مخالف لما قاله أهل المذهب، ومستندهم ما في الانتصار، والشفاء من أن السنة في تكبير الخطبتين كونه على الكيفية المذكورة في الأثمار⁣(⁣٤) وغيره. والله أعلم.

  قوله أيده الله: (وفي فصول أولى أضحى بالمأثور) أي ويسن أن يأتي في فصول الأولى من خطبتي الأضحى بالتكبير المأثور؛ لما رواه [ابن ماجة]⁣(⁣٥) عن سعد المؤذن: أن رسول الله ÷ كان يكبر بين أضعاف الخطبة، يعني خطبة العيد⁣(⁣٦). قال في [الغيث]⁣(⁣٧): وهو قوله: الله أكبر، الله [أكبر]⁣(⁣٨)، لا إله إلا الله، والله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، على ما أعطانا، وأولانا، وأحل لنا من بهيمة الأنعام، والفصول: قال ابن وهاس⁣(⁣٩): بعد التكبيرات التسع مرة، وبعد الحمد والثناء مرة، وبعد الوعظ الثالثة. وكلام اللمع مجمل؛ لأنه قال: يفعل ذلك ثلاث مرات في خطبة الأضحى، وقال في الشفاء: هو في الخطبتين معا: أعني خطبتي عيد الأضحى⁣(⁣١٠). قيل (الفقيه علي)، وذكر في الوافي: أنه في العيدين معًا في الخطبة الأولى، إلا أنه يقتصر في الفطر على قوله: والحمد لله كثيرا، وفي الأضحى يتم إلى آخره. انتهى⁣(⁣١١).


(١) في (ب): ¥.

(٢) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، تابعي، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، كان عالمًا ثقة فقيها، كثير الحديث والعلم شاعرًا، توفي سنة ٩٤ هـ، وقيل: سنة ٩٥ هـ. روى له الجماعة. ينظر: طبقات ابن سعد ٥/ ٢٥٠، وتهذيب الكمال ١٩/ ٧٣ رقم (٣٦٥٣).

(٣) الأم ٣/ ٢٤٤، ونحوه في المهذب ١/ ٣٩٥، وهو في سنن البيهقي ٣/ ٢٩٩ رقم (٦٠١٢)، كتاب الصلاة - باب التكبير في الخطبة في العيدين.

(٤) الانتصار ٣/ ٣٥٧، وشفاء الأوام ١/ ٤٣٣.

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).

(٦) سنن ابن ماجة ص ١٩٠ رقم (١٢٨٧)، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب ما جاء في خطبة العيدين.

(٧) ما بين المعقوفتين سقط من (الأصل).

(٨) ما بين المعقوفتين سقط من (الأصل).

(٩) ابن وهاس: هو الحسن بن وهاس الحمزي، كان من علماء الزيدية المحققين، له مشاركة في السياسة، توفي في السجن بعد سنة ٦٥٦ هـ. تراجم رجال الأزهار ص ١٢.

(١٠) نحوه شفاء الأوام ١/ ٤٣٣.

(١١) شرح الأزهار ١/ ٣٨٢، والبحر الزخار ١/ ٦٤.