كتاب الصلاة
  قيل: والأصل في ذلك ما رواه الشافعي ¦(١)، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود التابعي(٢)، أحد فقهاء المدينة السبعة، أنه قال: من السنة أن يبتدئ الخطيب بتسع تكبيرات تترى، ثم يخطب، ثم يجلس، ثم يقوم فيفتتح الثانية بسبع تكبيرات تترى(٣)، هكذا في شرح الإرشاد، وهو مخالف لما قاله أهل المذهب، ومستندهم ما في الانتصار، والشفاء من أن السنة في تكبير الخطبتين كونه على الكيفية المذكورة في الأثمار(٤) وغيره. والله أعلم.
  قوله أيده الله: (وفي فصول أولى أضحى بالمأثور) أي ويسن أن يأتي في فصول الأولى من خطبتي الأضحى بالتكبير المأثور؛ لما رواه [ابن ماجة](٥) عن سعد المؤذن: أن رسول الله ÷ كان يكبر بين أضعاف الخطبة، يعني خطبة العيد(٦). قال في [الغيث](٧): وهو قوله: الله أكبر، الله [أكبر](٨)، لا إله إلا الله، والله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، على ما أعطانا، وأولانا، وأحل لنا من بهيمة الأنعام، والفصول: قال ابن وهاس(٩): بعد التكبيرات التسع مرة، وبعد الحمد والثناء مرة، وبعد الوعظ الثالثة. وكلام اللمع مجمل؛ لأنه قال: يفعل ذلك ثلاث مرات في خطبة الأضحى، وقال في الشفاء: هو في الخطبتين معا: أعني خطبتي عيد الأضحى(١٠). قيل (الفقيه علي)، وذكر في الوافي: أنه في العيدين معًا في الخطبة الأولى، إلا أنه يقتصر في الفطر على قوله: والحمد لله كثيرا، وفي الأضحى يتم إلى آخره. انتهى(١١).
(١) في (ب): ¥.
(٢) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، تابعي، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، كان عالمًا ثقة فقيها، كثير الحديث والعلم شاعرًا، توفي سنة ٩٤ هـ، وقيل: سنة ٩٥ هـ. روى له الجماعة. ينظر: طبقات ابن سعد ٥/ ٢٥٠، وتهذيب الكمال ١٩/ ٧٣ رقم (٣٦٥٣).
(٣) الأم ٣/ ٢٤٤، ونحوه في المهذب ١/ ٣٩٥، وهو في سنن البيهقي ٣/ ٢٩٩ رقم (٦٠١٢)، كتاب الصلاة - باب التكبير في الخطبة في العيدين.
(٤) الانتصار ٣/ ٣٥٧، وشفاء الأوام ١/ ٤٣٣.
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).
(٦) سنن ابن ماجة ص ١٩٠ رقم (١٢٨٧)، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب ما جاء في خطبة العيدين.
(٧) ما بين المعقوفتين سقط من (الأصل).
(٨) ما بين المعقوفتين سقط من (الأصل).
(٩) ابن وهاس: هو الحسن بن وهاس الحمزي، كان من علماء الزيدية المحققين، له مشاركة في السياسة، توفي في السجن بعد سنة ٦٥٦ هـ. تراجم رجال الأزهار ص ١٢.
(١٠) نحوه شفاء الأوام ١/ ٤٣٣.
(١١) شرح الأزهار ١/ ٣٨٢، والبحر الزخار ١/ ٦٤.