تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 434 - الجزء 2

  تنبيه: هذا الذي نسب إلى الشافعي ¦ أن النبي ÷ قاله على الصفا، بعضه مروي عن ابن الزبير أن النبي ÷ كان يقوله في دبر كل صلاة⁣(⁣١). والذي في جامع الأصول منسوب إلى صحيح مسلم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر في حديث حجة الوداع، أن النبي ÷ لما دنا من الصفا قرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}⁣(⁣٢) «ابدأوا بما بدأ الله به»، فبدأ بالصفا، فرقى عليه حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة، فوحد الله، وكبره، وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا بين ذلك، قال هذا ثلاث مرات. انتهى⁣(⁣٣).

  قوله أيده الله تعالى: (كتشريق بعد كل فرض، من فجر عرفة إلى عصر خامسه⁣(⁣٤)) يعني أن تكبير التشريق مثل تكبير العيد في أنه سنة مؤكدة⁣(⁣٥)، لكنه مخصوص بأنه يكون⁣(⁣٦) عقيب كل صلاة مفروضة من الصلوات الخمس، واختلف في صلاة العيد، وفي صلاة الجنازة، وفي المنذورة، والمختار للمذهب أن تكبير التشريق سنة مؤكدة، كما ذكر⁣(⁣٧).

  وقال الناصر، والمؤيد بالله، [والحنفية]⁣(⁣٨): واجب عقيب كل فرض مرة⁣(⁣٩).


(١) صحيح مسلم ١/ ٤١٥ رقم (٥٩٤، كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، وسنن أبي داود ١/ ٤٧٣ رقم ١٥٠٦، كتاب سجود القرآن المعظم - باب ما يقول الرجل إذا سلم.

(٢) سورة البقرة: ١٥٨.

(٣) صحيح مسلم ص ٥٢٨ رقم (١٢١٨)، كتاب الحج - باب حجة النبي ÷، وسنن الترمذي ص ٢٠٣ رقم (٨٥٦)، أبواب الحج - باب ما جاء في كيفية الطواف، وسنن أبي داود ص ٣٢٧ رقم (١٩٠٢)، كتاب المناسك - باب صفة حج النبي ÷، وسنن النسائي ص ٤٩٨ رقم (٢٩٦١)، كتاب مناسك الحج - باب القول بعد ركعتي الطواف، وسنن ابن ماجة ص ٤٦٦ رقم (٣٠٧٤)، كتاب المناسك - باب حجة رسول الله ÷.

(٤) في (ج): خامسها.

(٥) أصول الأحكام ١/ ١٨٦.

(٦) في (ب، ج): بأنه يكون.

(٧) شرح الأزهار ١/ ٣٨٥.

(٨) ما بين المعقوفتين سقط من (الأصل).

(٩) شفاء الأوام ١/ ٤٣٧، والمبسوط ٢/ ٤٤، والانتصار ٤/ ٣٥٦، والهداية ١/ ١٠٤.