كتاب الصلاة
  ومثله عن المنصور بالله. وزاد: وسنة في النوافل(١)؛ والأصل فيه عند أهل المذهب نحو ما حكاه في الشفاء من حديث جابر، قال: كان رسول الله ÷ يقبل على أصحابه، فيقول: «[على](٢) مكانكم، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد»(٣). وروي مثل ذلك عن علي. وحكي أنه الأشهر عن السلف. انتهى(٤).
  وفي أصول الأحكام: عن شريك(٥) قال، قلت لأبي إسحاق(٦): كيف كان تكبير(٧) علي وعبد الله؟ قال: كانا يقولان: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. وهذا وجه ما ذكره الهادي في المنتخب(٨).
  واختار أن يقول عقيب هذا: والحمد لله على ما هدانا وأولانا وأحل لنا من بهيمة الأنعام؛ للآيتين(٩).
  والمذهب أنه يكرر ذلك ثلاث مرات عقيب كل فرض(١٠).
  ووجه ما ذهب إليه الناصر، والمؤيد، والمنصور من الوجوب الاستدلال بقوله
(١) المهذب ص ٧٨، وشفاء الأوام ١/ ٤٣٧.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).
(٣) شفاء الأوام ١/ ٤٣٨، وأخرج نحوه الدارقطني ٢/ ٥٠ رقم (٢٩)، كتاب الجمعة - باب العيدين.
(٤) شفاء الأوام ١/ ٤٣٨.
(٥) شريك بن عبد الله النخعي الكوفي، ولد سنة ٩٥ هـ، كان ثقة كثير الحديث، فقيه، عالم، استقضاه المنصور العباسي على الكوفة سنة ١٥٣ هـ، ثم عزله وأعاده المهدي فعزله موسى، وكان عادلا في قضائه، توفي سنة ١٧٧ هـ بالكوفة، روى له البخاري، ومسلم، والأربعة. ينظر: تهذيب الكمال ١٢/ ٤٦٢، وتذكرة الحفاظ ١/ ٢٣٢، وطبقات ابن سعد ٦/ ٣٧٨، وتاريخ بغداد ٩/ ٣٧٩، والفلك الدوار ص ١١٦.
(٦) أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبيعي الكوفي، شيخ الكوفة وحافظها ومحدثها، من أئمة التابعين، توفي سنة ١٢٩ هـ. تهذيب الكمال ٢٢/ ١١١ رقم (٤٤٠٠).
(٧) في (ب): كان يكبر.
(٨) المنتخب ص ٦٢، وأصول الأحكام ١/ ١٨٦.
(٩) المنتخب ص ٦٢. والآيتان هما قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}[الحج: ٢٨]، وقوله: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}[الحج: ٣٤].
(١٠) الانتصار ٤٤/ ٣٧٦.