تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

[شرح خطبة الأثمار]

صفحة 102 - الجزء 1

  قال: «كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذُّ»⁣(⁣١). وأخرج أيضا من حديث أبي هريرة⁣(⁣٢) عنه ÷ قال: «كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد فهو أجذم»⁣(⁣٣).

  قال مولانا أمير المؤمنين أيده الله تعالى: وكل غرض بقصدٍ لا يوازي الاقتداء بابتداء الذكر الحكيم، وأعظم القول الإلهي الكريم! ومدلول الروايتين قد حصل بتقديم الابتداء بالأمرين أمام المقصود حقيقة؛ لأنه المراد بقوله ÷: «لا يبدأ فيه» فلا حاجة إلى جعل أحد الابتدائين حقيقيًّا أوليًّا، والآخر إضافيًّا ضمنيًّا كما فعله صاحب التنقيح والله أعلم.

  ومن السنة: حديث زيد بن أرقم، وأبي هريرة المذكوران آنفًا.

  وأما الإجماع: فإنه لا خلاف في استحباب ذلك، واستهجان تركه، والله أعلم.

  وقوله: «رب العالمين» معناه مالك العالمين؛ لأن رب بمعنى مالك، ومالك بمعنى⁣(⁣٤) قادر، فهو صفة ذاتٍ، فيصح وصفه به تعالى في الأزل على ما هو مقررٌ في كتب علم الكلام، ولا يُوصفُ به على الإطلاق إلاَّ الله ø، وأما غيره فإنما يوصف به مقيدًا بالإضافة كقولهم: رب الدار، ورب المال، وليس بصفة فعل مشتق من التربية كما ذهب إليه أبو القاسم الكعبي⁣(⁣٥). وأما قول صفوان بن أمية⁣(⁣٦) لأبي سفيان⁣(⁣٧)


(١) لم أقف عليه في سنن أبي داود مرويا عن زيد بن أرقم.

(٢) عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني، اختلف في اسمه كثيرا فقيل أسلم عام خيبر، وشهدها مع رسول الله ÷ من المشاهد، فكني بذلك، محدث توفي سنة ٥٩ هـ وعمره: ٧٨ سنة، وقيل: توفي سنة ٥٧ هـ، وقيل: ٥٨ هـ. طبقات ابن سعد - دار الفكر - بدون تاريخ ٤/ ٣٢٥، وسير أعلام النبلاء ٢/ ٥٧٨ رقم (١٢٦).

(٣) أبو داود ٥/ ١٢٧، رقم (٤٨٤٠)، كتاب الأدب، باب الهدي في الكلام، وقال: رواه يونس وعقيل وشعيب وسعيد بن عبد العزيز مرسلا.

(٤) في (ب، ج): بمعنى مالك يعني قادر.

(٥) وغيرة، عدة الأكياس ١/ ١٩٨، وشفاء صدور الناس بشرح الأساس، تأليف: أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي - دار الحكمة اليمانية - ط ١ (١٤١١ هـ/١٩٩١ م)، وتفسير القرطبي ١٣٧.

(٦) صفوان بن أمية بن خلف القرشي الجمحي، أحد أشراف قريش في الجاهلية، قتل أبوه أمية بن خلف ببدر كافرًا، وقتل رسول الله ÷ عمه أُبيّ بن خلف بأحد كافرا، وفرَّ صفوان يوم فتح مكة، ثم رجع إلى النبي بعد أن أمنه، وشهد حنينا، والطائف وهو كافر، وأعطاه من الغنائم يوم حنين فأكثر، فقال صفوان: أشهد بالله ما طابت بهذا إلا نفس نبي فأسلم وأقام بمكة. توفي سنة ٤٢ هـ. انظر: الاستيعاب ٢/ ٢٧٤ رقم (١٢١٩)، وأسد الغابة ٣/ ٢٤ رقم (٢٥١٠)، والإصابة ٢/ ١٨١ رقم (٤٠٧٣).

(٧) صخر بن حرب القرشي الأموي، أسلم يوم الفتح، وشهد حنينا، والطائف، وكان من المؤلفة قلوبهم، أعطاه رسول الله ÷ من غنائم حنين مائة بعير وأربعين أوقية، وأعطى ابنيه يزيد =