[شرح خطبة الأثمار]
  يوم حنين: لأن يَرُبَّنِي رجلٌ من قريش أحبُّ إليَّ من أن يَرُبَّنِي رجل من هوازن(١). فمعناه لأن يكون لي مالكًا وسيدًا، فهو حجة على أبي القاسم لا له. والله أعلم.
  والعالمين: جمع عَاَلم، قال الزمخشري |: وهو اسم لذوي العلم من الملائكة، والثقلين، وقيل: كل ما عُلم به الخالق من الأجسام والأعراض(٢).
  واختار الإمام أيده الله ونصره أنه اسم لكل جنس من الممكنات التي يعلم بها الباري تعالى وتقدس، فيقال: عالَم الملك، وعالم الجن، وعالم الإنس، وعالم الأفلاك، وعالم النبات، ونحو ذلك، وجُمِعَ جمع العقلاء تغليباً.
  قال: وفي ذلك نكتة، وهي أنه لما عُلِمَ به واجب الوجود ø - صار كأنه مُعَلِّمٌ، والمُعَلِّمُ يلزم أن يكون عالمًا، فجمع جمع أولي العلم، وهذه نكتة لطيفة اتخذها المؤلف أيده الله من عين التحقيق، واهتدى إليها بنور التوفيق.
  قوله أيده الله: (الذي دل بالفروع على الأصول كما دل بالأصول على الفروع). هذه صفة ثانية لله بعد وصفه برب العالمين. والذي: اسم موصول يتوصل به إلى وصف المعارف بالجمل، كما في هذا الموضع، وصلته الجملة التي تليه، وعائده الضمير المستتر في «دل»، وذلك ظاهر.
  ودل: بمعنى أرشد؛ لأن الدليل في اللغة هو المرشد(٣)، [والمرشد: هو الناصب للعلامة، والذاكر لها وما به الإرشاد](٤)، وهو نفس العلامة المنظور فيها، يقال: الدليل على الصانع: هو الصانعُ أو العَالِم(٥) أو العالَم(٦)، وهو في اصطلاح الأصوليين: ما
= ومعاوية، توفي سنة ٣٠ هـ، وقيل: ٣١ هـ. الاستيعاب ٢/ ٢٧٠ رقم (١٢١١)، والإصابة ٢/ ١٧٢ رقم (٤٠٤٦)، وأسد الغابة ٣/ ٩ رقم (٢٤٩٦).
(١) سيرة ابن هشام - تحقيق: مصطفى السقا وآخرون - مكتبة مصطفى البابي الحلبي - مصر ٤/ ٨٦، وتاريخ الأمم والملوك (تاريخ الطبري)، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري - دار التراث - بيروت - ط ٣ (١٣٨٧ هـ/١٩٦٧ م) ٣/ ٧٤.
(٢) ينظر: الكشاف ١/ ١٠.
(٣) تاج العروس، محب الدين بن أبي الفيض محمد مرتضى الحسيني الزبيدي - تحقيق: علي شيري - (١٩٩٤ م/١٤١٤ هـ) ١٤/ ٢٤٢، مادة: دَلَلَ.
(٤) في (ش): ويطلق على الناصب للعلامة وعلى الذاكر، وعلى ما به الإرشاد.
(٥) قوله (الدليل على الصانع) هو الصانع؛ لأنه الذي نصب العالم دليلا عليه (أو العالِم) بكسر اللام لأنه الذي يذكر للمستدلين كون العالم دليلا على الصانع، (أو العالَم) بفتح اللام لأنه الذي به الإرشاد، ينظر حاشية سعد الدين التفتازاني والعضد على مختصر منتهى ابن الحاجب ١/ ٤٠.
(٦) يذكر المستدلين كون العالم دليلا على الصانع، العالم بالفتح هو الذي به الإرشاد، ينظر: تيسير التحرير ١/ ٣٣.