كتاب الصلاة
  موسى(١)، وابن عباس(٢)، وغيرهم(٣). وذهب الإمام يحيى، والشافعي إلى(٤) أن الخطبة فيها سنة؛ إذ خطب ÷ بعدها(٥)، كما ورد في إحدى روايات حديث عائشة، حيث قالت: فسلم وقد تجلت الشمس، فخطب الناس ... الحديث.
  وفي رواية: ثم انصرف وقد انجلت الشمس فخطب الناس، فحمد الله، وأثنى عليه،
= ص ٢٥٦ رقم (١٤٦٢)، باب ذكر الأمر بالصلاة ثم كسوف القمر، ومسند أحمد بن حنبل ١/ ٤٥٩ رقم (٤٣٨٧)، وسنن البيهقي ٣/ ٣٢٢ رقم (٦٠٩٢)، كتاب صلاة الكسوف - باب الأمر بالفزع إلى ذكر الله وإلى الصلاة متى كسفت الشمس، وصحيح ابن خزيمة ٢/ ٣٠٨ رقم (١٣٧٠)، باب الأمر بالصلاة ثم كسوف الشمس والقمر والدليل على أنهما لا ينكسفان لموت أحد، وأنهما آيتان من آيات الله.
(١) عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبِيُّ ÷ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ، وَقَالَ: «هَذِهِ الآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللَّهُ لا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ». صحيح البخاري ص ٢٠٨ رقم (١٠٥٩)، باب الذكر في الكسوف، وصحيح ابن خزيمة ٢/ ٣٠٩ رقم (١٣٧١)، باب ذكر الخبر الدال على أن كسوفهما تخويف من الله لعباده.
(٢) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ÷ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ÷ وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلاً قَدْرَ نَحْوِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلاً وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلاً وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلاً وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِى مَقَامِكَ هَذَا ثُمَّ رَأَيْنَاكَ كَفَفْتَ، فَقَالَ: «إني رَأَيْتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا وَلَوْ أَخَذْتُهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا وَرَأَيْتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا قَطُّ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ». قَالُوا بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «بِكُفْرِهِنَّ». قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قَالَ: «بِكُفْرِ الْعَشِيرِ وَبِكُفْرِ الإِحْسَانِ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ». أخرجه مسلم في صحيحه ص ٣٨٩ رقم (٩٠٧)، كتاب الكسوف - باب ذكر عذاب القبر في صلاة الكسوف، والبخاري في صحيحه ص ٢٠٦ رقم (١٠٥٢) كتاب الكسوف - باب صلاة الكسوف جماعة، والبيهقي في سننه ٣/ ٣٢٢ رقم (٦١٥١)، باب الصلاة في خسوف القمر.
(٣) سنن النسائي ص ٢٥٧ رقم (١٤٦٣)، كتاب الكسوف - باب الأمر بالصلاة عند الكسوف حتى تنجلي، وسنن البيهقي ٣/ ٣٢٢ رقم (٦١٤٩)، باب الصلاة في خسوف القمر، وصحيح ابن خزيمة ٢/ ٣١٠ رقم (٣٧٤)، باب الأمر بالدعاء مع النداء ثم كسوف الشمس والقمر، عن الحسن عن أبي بكر، و ٢/ ٣٢٨ رقم (١٣٩٩) عن أسماء بن أبي بكر، وسنن الدارقطني ٢/ ٦٣ رقم (١١)، باب صلاة الكسوف والخسوف وأهميتهما، وسنن النسائي ص ٢٥٧ رقم (١٤٦١)، كتاب الكسوف - باب الأمر بالصلاة من كسوف الشمس عن ابن عمر.
(٤) في (ب): والشافعي أن الخطبة.
(٥) الانتصار ٤/ ٤٠٧، والمهذب ١/ ٤٠٢.