تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 451 - الجزء 2

  ثم قال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله، وكبروا، وصلوا، وتصدقوا»⁣(⁣١)، ثم قال: «يا أمة محمد، والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا» زاد في رواية فيها: «ألا هل بلغت»⁣(⁣٢). ونحو ذلك ورد في أحاديث كثيرة.

  قالوا: فيسن فيها الخطبة؛ اتباعًا لفعل النبي ÷، ويؤمر فيها بالتوبة، وعدم الغفلة، وفعل الخيرات، وترك المنكرات. قالوا: والخطبتان هنا كخطبتي العيد في الشرائط والأركان، وجوازهما من قعود⁣(⁣٣).

  قال الإمام يحيى: وإن قدم الخطبة على الصلاة، أو اقتصر على خطبة واحدة جاز؛ إذ ليست شرطًا في صحة صلاة الكسوف، ولا تشرع الخطبة للمنفرد⁣(⁣٤)؛ لأن المقصود بها تذكير الغير⁣(⁣٥).

  قلنا: مجرد فعل النبي ÷ للخطبة بعدها لا يدل على أنها سنة؛ إذ قد كان يخطب في كثير من الأحوال، ولم يقتض ذلك كونها سنة؛ إذ السنة ما واظب عليه النبي ÷ وأمر به، مع بيان أنه غير واجب، وإلا فلا.

  مسألة: ولا يؤذن لصلاة الكسوف، وإنما ينادى لها بأن يقال: الصلاة َجامعةً⁣(⁣٦) [- بالنصب فيهما - الصلاة: على الإغراء. وجامعة: على الحال، كذا قيل. وهو مطابق لما في إحدى روايات حديث⁣(⁣٧) عائشة: فبعث مناديًا: الصلاة جامعة⁣(⁣٨).


(١) في (ب): «فإذا رأيتم ذلك فصلوا، وادعوا، وكبروا، وتصدقوا».

(٢) صحيح مسلم ص ٣٨٥ رقم (٩٠١)، كتاب الكسوف - باب صلاة الكسوف، وصحيح البخاري بنحوه ص ٢٠١ رقم (١٠٤٤)، كتاب الكسوف - باب الصدقة في الكسوف، ومسند أحمد بن حنبل ٦/ ١٦٤ رقم (٢٥٣٥١)، وسنن النسائي ص ٢٦٤ رقم (١٤٩٩)، كتاب الكسوف - باب كيفية خطبة الكسوف.

(٣) الانتصار ٤/ ٤٠٧، والمهذب ١/ ٤٠٢.

(٤) الانتصار ٤/ ٤٠٩.

(٥) في (ب): لأن المراد بها تذكير الغير.

(٦) التحرير ١/ ١٢٧، والمهذب ١/ ٤٠٠، والتذكرة الفاخرة ص ١٣٦.

(٧) في (ب): روايات عائشة.

(٨) صحيح مسلم ص ٣٨٦ رقم (٩٠١)، كتاب الكسوف - باب صلاة الكسوف، لفظة جامعة منصوبة على الحال والصلاة منصوبة على الإغراء ويصح الرفع فيهما على الابتداء