تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

[شرح خطبة الأثمار]

صفحة 104 - الجزء 1

  يمكن التوصل بصحيح النظر فيه إلى العلم بمطلوب خبري⁣(⁣١)، فإن أريد [شموله]⁣(⁣٢) للأمارة التي يحصل معها الظن فقط أُسْقِطَ لفظ العلم، وقيل: إلى مطلوب خبري.

  والأصل في اللغة: ما ينبني⁣(⁣٣) عليه غيره⁣(⁣٤).

  والفرع: مقابله، أي ما ينبني⁣(⁣٥) على غيره.

  والأصل في الاصطلاح: يطلق على الراجح كما يقال: الأصل الحقيقة. وعلى الْمُسْتَصْحَبِ كما يقال: تعارض الأصل والظاهر. وعلى القاعدة الكلية [كما يقال]⁣(⁣٦): لنا أصل، وهو [أن النص]⁣(⁣٧) مقدم على الظاهر، وعلى الدليل، كما يقال: الأصل في هذه المسألة: الكتاب، والسنة، فإذا أضيف الأصل إلى العلم فالمراد به دليله لا غيره⁣(⁣٨).

  واعلم أن هذه الفقرة الشريفة الفائقة قد اشتملت على وجوه من [فن]⁣(⁣٩) البديع رائقة: منها: براعة الاستهلال: وهو أن يكون في ابتداء الكلام مناسبة لما سيق [الكلام]⁣(⁣١٠) لأجله، وإشارة إليه؛ ليكون المبتدأ مشعرًا بالمقصود، والابتداء ملاحِظًا للانتهاء.

  وهذا المختصر الكريم قد تضمنت خطبته الإشارة إلى أمهات مسائل أصول الدين، واحتوت مقدمته على ما لا يستغني [عنه المقلد]⁣(⁣١١) من قواعد أصول الفقه،


(١) الإحكام في أصول الأحكام، للآمدي (ت: ٦٣١ هـ) - مؤسسة الحلبي - مصر - ط (١٣٨٧ هـ) ١/ ١١، والكاشف لذوي العقول ص ٤٨، والبحر المحيط، للزركشي محمد بن بهادر بن عبد الله الشافعي (ت: ٧٩٤ هـ) - حققه وخرج أحاديثه: لجنة من علماء الأزهر - دار الكتبي - ط ١ (١٤١٤ هـ/١٩٩٤ م) ١/ ٥١، والمحصول في أصول الفقه، لفخر الدين محمد بن عمر الرازي (ت: ٦٠٦ هـ) - دار الكتب العلمية - بيروت - ط ١ (١٤٠٨ هـ/١٩٨٨ م) ١/ ١٥.

(٢) في (ش): تناوله.

(٣) في (ب، ج): يبنى.

(٤) تاج العروس ١٤/ ١٨، مادة أصل، والتعريفات للجرجاني ص ٤٩.

(٥) في (ج): يبنى.

(٦) في (ش): كما تقول الشافعية.

(٧) في (ش): أن الأصل.

(٨) نهاية السؤل في شرح منهاج الأصول، للقاضي ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي، تأليف: الشيخ عبد الرحيم بن الحسن الآسنوي (ت: ٧٥٢ هـ) - عالم الكتب - بدون تاريخ.

(٩) في (ش): صناعة.

(١٠) ساقطة من (ج، ش).

(١١) في (ش): المقلد عن معرفته.