[شرح خطبة الأثمار]
  يمكن التوصل بصحيح النظر فيه إلى العلم بمطلوب خبري(١)، فإن أريد [شموله](٢) للأمارة التي يحصل معها الظن فقط أُسْقِطَ لفظ العلم، وقيل: إلى مطلوب خبري.
  والأصل في اللغة: ما ينبني(٣) عليه غيره(٤).
  والفرع: مقابله، أي ما ينبني(٥) على غيره.
  والأصل في الاصطلاح: يطلق على الراجح كما يقال: الأصل الحقيقة. وعلى الْمُسْتَصْحَبِ كما يقال: تعارض الأصل والظاهر. وعلى القاعدة الكلية [كما يقال](٦): لنا أصل، وهو [أن النص](٧) مقدم على الظاهر، وعلى الدليل، كما يقال: الأصل في هذه المسألة: الكتاب، والسنة، فإذا أضيف الأصل إلى العلم فالمراد به دليله لا غيره(٨).
  واعلم أن هذه الفقرة الشريفة الفائقة قد اشتملت على وجوه من [فن](٩) البديع رائقة: منها: براعة الاستهلال: وهو أن يكون في ابتداء الكلام مناسبة لما سيق [الكلام](١٠) لأجله، وإشارة إليه؛ ليكون المبتدأ مشعرًا بالمقصود، والابتداء ملاحِظًا للانتهاء.
  وهذا المختصر الكريم قد تضمنت خطبته الإشارة إلى أمهات مسائل أصول الدين، واحتوت مقدمته على ما لا يستغني [عنه المقلد](١١) من قواعد أصول الفقه،
(١) الإحكام في أصول الأحكام، للآمدي (ت: ٦٣١ هـ) - مؤسسة الحلبي - مصر - ط (١٣٨٧ هـ) ١/ ١١، والكاشف لذوي العقول ص ٤٨، والبحر المحيط، للزركشي محمد بن بهادر بن عبد الله الشافعي (ت: ٧٩٤ هـ) - حققه وخرج أحاديثه: لجنة من علماء الأزهر - دار الكتبي - ط ١ (١٤١٤ هـ/١٩٩٤ م) ١/ ٥١، والمحصول في أصول الفقه، لفخر الدين محمد بن عمر الرازي (ت: ٦٠٦ هـ) - دار الكتب العلمية - بيروت - ط ١ (١٤٠٨ هـ/١٩٨٨ م) ١/ ١٥.
(٢) في (ش): تناوله.
(٣) في (ب، ج): يبنى.
(٤) تاج العروس ١٤/ ١٨، مادة أصل، والتعريفات للجرجاني ص ٤٩.
(٥) في (ج): يبنى.
(٦) في (ش): كما تقول الشافعية.
(٧) في (ش): أن الأصل.
(٨) نهاية السؤل في شرح منهاج الأصول، للقاضي ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي، تأليف: الشيخ عبد الرحيم بن الحسن الآسنوي (ت: ٧٥٢ هـ) - عالم الكتب - بدون تاريخ.
(٩) في (ش): صناعة.
(١٠) ساقطة من (ج، ش).
(١١) في (ش): المقلد عن معرفته.