تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 460 - الجزء 2

  والأفضل الجهر بالقراءة فيها اتفاقًا؛ إذ المشروع فيها الإعلان بالدعاء والتضرع.

  تنبيه: يستحب في الاستسقاء أن يأمر الإمام الناس قبل الخروج له بالتوبة، والإقلاع عن المعاصي، والخروج عن المظالم في الدم والعرض والمال، وبِصِلَةِ الأرحام، والصدقة، والتصافي، وصيام ثلاثة أيام متوالية؛ لأن لكلٍّ⁣(⁣١) مما ذكر أثر في استجابة الدعاء، وأن يخرجوا في اليوم الرابع للاستسقاء صائمين أيضا، مبتذلين، متذليين، خاشعين، بلا زينة، ولا طيب، مستاكين، مغتسلين، متطهرين، مستصحبين للمشايخ والصبيان والبهائم، فيصلي بهم الإمام كما تقدم، ثم بعد⁣(⁣٢) التسليم الآخر يجأرون أي يرفعون أصواتهم بالدعاء والاستغفار، كما ذكره المؤلف أيده الله تعالى، ويتضرعون إلى الله سبحانه بإقبال، وإخلاص، وجمع همة، ثم يحول الإمام رداءه فيجعل الأيمن أيسر، كما تقدم عنه ÷، أو يجعل الأعلى أسفل، كما ورد ذلك عنه ÷ في حديث آخر⁣(⁣٣)؛ تفاؤلا بأن يتحول [الحال]⁣(⁣٤) من الجدب إلى الخصب، وإنما يفعل الإمام ذلك حال رجوعه⁣(⁣٥).

  وظاهر المذهب أنه لا يُشْرَعُ التحويل لغير الإمام⁣(⁣٦). وقيل: بل يحولون جميعا، كما هو مذهب الشافعي، ومالك⁣(⁣٧).

  ويستحب أن يكون الإمام في رجوعه تاليًا للمأثور، كما ذكره المؤلف أيده الله تعالى، وهو سورة يس، وآخر آية من سورة البقرة⁣(⁣٨).

  قيل: والنصر، والفتح، وآخر سورة الحشر. والله أعلم.

  قال في البحر: مسألة: ومن قال بالخطبة فَذِكْرُهَا عند الناصر بعد الحمد لله تعالى والصلاة على نبيه ÷ أن يكبر مائة تكبيرة مستقبلًا رافعًا


(١) في (ب): لأن كلَّ.

(٢) في (ج): ومن بعد.

(٣) سنن أبي داود ص ٢٠٤ رقم (١١٦١)، كتاب صلاة الاستسقاء.

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).

(٥) روضة الطالبين ص ٢١٧، والمهذب ١/ ٤١٤، والانتصار ٤/ ٤١٨.

(٦) البحر الزخار ٢/ ٨١، والتذكرة الفاخرة ص ١٣٧.

(٧) المهذب ١/ ٤٠٩، والمدونة ١/ ٢٤٤.

(٨) شرح الأزهار ١/ ٣٩٢، والتذكرة الفاخرة ص ١٣٧.