كتاب الصلاة
  صوته، ثم يسبح مثلها ملتفتًا يمينًا، ثم يهلل مثلها عن يساره، رافعا صوته فيهما، ثم يحمد الله مثلها مستقبلًا. قال في الغيث: وكذلك يقول كل من معه، ثم اتفقا(١)، ثم يدعو ويدعون معه. انتهى(٢).
  قلت: والأرجح أن يدعو بما صح عن النبي ÷، وقد تقدم ذكر شيء من ذلك. وفي حديث جابر عن النبي ÷ أنه قال: «[اللهم](٣) اسقنا غيثًا مغيثًا مريئا مريعا نافعًا غير ضار عاجلًا غير آجل» هكذا في رواية أبي داود(٤).
  وفي رواية ذكرها رزين قال: كان رسول الله ÷ إذا استسقى قال: «اللهم اسق بلادك، وارحم عبادك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت، اللهم اسقنا غيثًا، مغيثًا، مريًا، مريعًا(٥)، نافعًا غير ضارٍّ، عاجلًا غير رايث»(٦). قال: وكان إذا استسقى يمد يديه، ويجعل بطونهما مما يلي الأرض، ويرفعهما حتى يرى بياض إبطيه(٧).
  وعند(٨) الشافعي أن الخطيب يجعل بدل التكبيرات المشروعات في خطبتي العيد استغفاراتٍ، ثم يدعو بما رواه تعليقا عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه أن النبي ÷ كان إذا استسقى قال: اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا هنيئًا مريئًا مريعًا(٩)، غدقًا، مجللًا، سحا، طبقًا، دائمًا، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إن بالبلاد والعباد والبهائم والخلق من البلاء والجهد والضنك ما لا نشكوه إلا إليك، اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، واسقنا من بركات السماء،
(١) الظاهر أنه يعني الغيث والبحر؛ لأن قوله: وكذلك يقول كل من معه لا توجد في البحر.
(٢) البحر الزخار ٢/ ٨٠.
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (الأصل).
(٤) سنن أبي داود ص ٢٠٤ رقم (١١٦٦)، كتاب صلاة الاستسقاء - باب رفع اليدين في الاستسقاء، وسنن البيهقي ٣/ ٣٥٥ رقم (٦٢٣٠)، باب الدعاء في الاستسقاء، وسنن ابن ماجة ص ١٨٧ رقم (١٢٦٩)، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب ما جاء في الدعاء في الاستسقاء، ومصنف ابن أبي شيبة ٦/ ٢٨ رقم (٢٩٢٢٥)، باب ما يدعو به في الاستسقاء، ومجمع الزوائد ٢/ ٢١٢.
(٥) في (ب): مرتعا.
(٦) سنن ابن ماجة ص ١٨٨ رقم (١٢٧٠)، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب ما جاء في الدعاء في الاستسقاء.
(٧) جامع الأصول ٦/ ٢٠٩.
(٨) في (ج): وعن.
(٩) في (ب): مرتعا.