كتاب الصلاة
  وأنبت لنا من بركات الأرض، اللهم ارفع عنا الجهد، والجوع، والعري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إنا نستغفرك، إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارا. هكذا في شرح الإرشاد(١).
  وقال: فيستحب أن يدعو بهذا الدعاء في الخطبة الأولى جهرًا(٢).
  قال: والمغيث: المنقذ من الشدة. وقوله: هنيئا: بالمد والهمز: أي طيبًا لا ينغصه شيء، ومريئا: بوزن هنيئا أي: محمود العاقبة، ومريعا(٣) بوزنه أيضا: أي ذا ريع وهو النماء. وغَدَقًا: بفتح الغين المعجمة والدال: كثير الخير. ومجلِّلا: بكسر اللام أي: يجلل الأرض بأن يعمها بالوقوع عليها، أو يجلل وجهها أي: يستره بالنبات. وسحا: بمهملتين، أي: شديد الوقع على الأرض. وطَبَقًا: بفتح الطاء والباء، أي: يطبق الأرض بأن يعمها حتى يصير كالطبق لها، يقال: هذا مطابق لهذا، أي مساو له. ودائما: أي إلى انتهاء الحاجة؛ لأن دوامه فوق ذلك عذاب. والقنوط: اليأس. والجَهد: بفتح الجيم: المشقة، وسوء الحال. الضنك: الضيق، ونشكوا: بنون. وبركات السماء: المطر النافع. وبركات الأرض: ما يخرج منها. والمدرار: الكثير الدر، أي: القطر. انتهى.
  ويستحب المبالغة في الدعاء سرًّا وجهرًا، والتشفع بأهل الصلاح، لا سيما من أقارب النبي ÷(٤). ففي صحيح البخاري: أن عمر كان إذا أقحطوا(٥) استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا محمد ÷ فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فَيُسْقَوْنَ(٦). ويتوسل كل منهم إلى الله تعالى سرًّا بما سلف من عمل صالح؛ لحديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار، وهو في الصحيحين(٧). ويستحب
(١) ذكر نحوه في روضة الطالبين ص ٢١٨، وينظر: تلخيص الحبير ٢/ ٩٨ رقم (٧٢١).
(٢) في (ب): فيستحب أن يخطب بهذا في الخطبة الأولى جهرًا. ينظر: المهذب ١/ ٤٠٧، وروضة الطالبين ص ٢١٨.
(٣) في (ب): مرتعًا.
(٤) المهذب ١/ ٤٠٥، وروضة الطالبين ص ٢١٧.
(٥) في (ب، ج): قحطوا.
(٦) صحيح البخاري ص ١٩٧ رقم (١٠١٠)، كتاب الاستسقاء - باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا، وسنن البيهقي ٣/ ٣٥٢ رقم (٦٢٢٠)، باب الاستسقاء بمن ترجى بركة دعائه.
(٧) عن النبي ÷ أنه قال: «بَيْنَمَا ثَلاَثَةُ نَفَرٍ يَتَمَشَّوْنَ أَخَذَهُمُ الْمَطَرُ فَأَوَوْا إِلَى =