كتاب الصلاة
  والذاكرات»(١). وروي موقوفا على أبي سعيد.
  وعن بلال، وأبي أمامة أن رسول الله ÷ قال: «عليكم بقيام الليل؛ فإنه من دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الآثام، وتكفير السيئات، ومطردة لداء عن الجسد(٢)». أخرجه الترمذي(٣).
  وعن ابن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله ÷: «من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين». أخرجه أبو داود(٤).
  وقد ذكر بعض العلماء أن جزئي الغيب ألف آية.
  وعن عبد الله بن حُبْشِيٍّ أن رسول الله ÷ [سئل](٥) أي الأعمال أفضل؟ فقال: «طول القيام». أخرجه أبو داود.(٦)
  قلت: وقد تظافرت الأحاديث الصحيحة أن رسول الله ÷ كان يصلي في السحر ثماني ركعات، يسلم على كل ركعتين، ثم يصلي الوتر ثلاث ركعات، ثم إذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين، وهما ركعتا الفجر. ثبت ذلك في الصحيحين، وغيرهما، من حديث ابن عباس، وعائشة، وغيرهما، ولفظه في بعض روايات حديث ابن عباس: فصلى - يعني النبي ÷ - ركعتين
(١) سنن أبي داود ص ٢٣٠ رقم (١٣٠٥)، كتاب التطوع - باب قيام الليل، وسنن ابن ماجة ص ١٩٦ رقم (١٣٣٥)، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب ما جاء فيمن أيقظ أهله من الليل، وصحيح ابن حبان ٦/ ٣٠٨ رقم (٢٥٦٩)، باب ذكر صبيان بأن قوله ÷: «أيقظ أهله ...»، وسنن البيهقي ٢/ ٥٠١ رقم (٤٤٢٠)، باب من قيام الليل.
(٢) في (ب، ج): مطردة الداء عن الجسد.
(٣) سنن الترمذي ص ٧٧٩ رقم (٣٥٤٩)، كتاب الدعوات - باب في دعاء النبي، وصحيح بن خزيمة ٢/ ١٧٦ رقم (١١٣٥)، باب التحريض على قيام الليل؛ إذ هو دأب الصالحين وقربة إلى الله ø، وتكفير السيئات ومنهاة عن الإثم، وسنن البيهقي ٢/. ٥٠٢ رقم (٤٤٢٣)، باب في قيام الليل
(٤) سنن أبي داود ص ٢٤٦ رقم (١٣٩٥)، كتاب شهر رمضان - باب تحزيب القرآن، وصحيح ابن خزيمة ص ١٨١ رقم (١١٤٤)، باب فضل قراءة ألف آية في ليلة، إن صح الخبر فإني لا أعرفُ أبا سَوِيَّهَ بعدالةٍ ولا جرح، وصحيح ابن حبان ٦/ ٣١٠ رقم (٥٢٧٢)، باب ذكر نفي الغفلة عمن قام الليل بعشر آيات مع كِتْبَةِ من قام بمائة آية من القانتين ومن قامها بألف من المقنطرين.
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (الأصل).
(٦) سنن أبي داود ص ٢٣٢ رقم (١٣٢١)، كتاب التطوع - باب افتتاح صلاة الليل بركعتين، وسنن البيهقي ٩/ ١٦٤٠، باب فضل الشهادة.