وأراد المؤلف أيده الله تعالى بنحو ما ذكره في قوله: "كنحو تهجد" ما ورد فيه حديث خاص من غير تأكيد، وصح الترغيب فيه باتفاق أو باختلاف، فمن المتفق عليه صلاة ركعتين بعد الوضوء⁣^(⁣١)؛ لحديث زيد بن خالد أن رسول الله ÷ قال: «من توضأ فأحسن وضوءه، ثم صلى ركعتين، لا يسهو فيهما، غفر له⁣^(⁣٢) ما تقدم من ذنبه». أخرجه أبو داود⁣^(⁣٣).

  وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله ÷: «ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء يصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما، إلا وجبت له الجنة». أخرجه أبو داود، والنسائي⁣^(⁣٤). وفي ذلك حديث مشهور عن بلال. والله الموفق.

[صلاة الاستخارة]

  ومن المتفق عليه صلاة الاستخارة⁣^(⁣٥): لما رواه جابر، قال: كان رسول الله ÷ يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: «إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إن أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري» أو قال: «عاجل أمري وآجله فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله فاصرفه عني، وأصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به». قال: «ويسمي حاجته». أخرجه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي⁣^(⁣٦).

(١) الانتصار ٤/ ١٨٨، وروضة الطالبين ص ١٤٩.

(٢) في (ب): غفر الله له.

(٣) سنن أبي داود ص ١٦٤ رقم (٩٠٠)، كتاب الصلاة - باب كراهية الوسوسة وحديث النفس في الصلاة، ومسند أحمد ٤/ ١١٧، والمعجم الكبير للطبراني ١٧/ ٣٤٣ رقم (٩٤٤).

(٤) سنن أبي داود ص ١٦٤ رقم (٩٠١)، كتاب الصلاة - باب كراهية الوسوسة وحديث النفس في الصلاة، وسنن النسائي ١/ ٩٥ رقم (١٥١)، كتاب الطهارة - باب ثواب من أحسن الوضوء ثم صلى ركعتين، وصحيح مسلم ص ١٥٣ رقم (٢٣٤)، كتاب الطهارة - باب الذكر المستحب عقب الوضوء، وسنن البيهقي ٢/ ٢٧٩ رقم (٣٣٣٤)، باب جماع أبواب الخشوع في الصلاة والإقبال عليها.

(٥) الانتصار ٤/ ١٨٨، والكافي في فقه الإمام أحمد بن حنبل ص ١٠٢.

(٦) صحيح البخاري ص ٢٢٧ رقم (١١٦٢)، كتاب التهجد - باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى، وسنن أبي داود =