تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 485 - الجزء 2

  وعن الشافعي أنه قال: صلاة المنفرد أحب إلي⁣(⁣١). والله أعلم.

  وكذا صلاة الضحى بنية كونها سنة فإنها بدعة عند أهل المذهب⁣(⁣٢)؛ لحديث علي السابق.

  وعن زين العابدين، والفريقين: أنها سنة لأخبار رووها⁣(⁣٣)، وهي محتملة⁣(⁣٤) ومعارضة. والله أعلم.

  قوله أيده الله تعالى: (وأقله مثنى، وهو أحبه، وقيل: بليل) أي أقل ما يصلى من النفل ركعتان، فلا يصح أن يحرم بركعة واحدة، خلاف الشافعي، فعنده أنه يصح أن يحرم بما شاء، وسواء عين العدد أم لا، فإذا أراد التسليم تشهد.

  وقوله: "وهو أحبه" أي أفضله؛ لحديث ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا رأيت أن الصبح يدركك فأوتر بواحدة». فقيل لابن عمر: ما مثنى مثنى؟ قال: تسلم في كل ركعتين، هكذا في إحدى روايات حديث أخرجه الستة إلا أبا داود⁣(⁣٥).

  وفي التلخيص ما لفظه: حديث ابن عمر: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى. أحمد، [والموطأ]⁣(⁣٦)، وأصحاب السنن، وابن خزيمة، وابن حبان، من حديث علي بن عبد الله البارقي الأزدي⁣(⁣٧)، عن ابن عمر بهذا، وأصله في الصحيحين بدون ذكر النهار، إلى آخر ما ذكره⁣(⁣٨). والله أعلم.


(١) روضة الطالبين ص ١٤٩، ومختصر اختلاف العلماء ١/ ٣١٣.

(٢) المنتخب ص ٦٣، والتحرير ١/ ١٢٢، والتذكرة الفاخرة ص ١٣٨.

(٣) المهذب ١/ ٢٨١، والهداية ١/ ٨٢، وهو مذهب الحنابلة. الكافي في فقه الإمام أحمد ص ١٠٠١.

(٤) في (ب): مجملة.

(٥) صحيح البخاري ص ١٠١ رقم (٤٧٢)، كتاب الصلاة - باب الحلق والجلوس في المسجد، وصحيح مسلم ص ٣٣٠ رقم (٧٤٩)، كتاب المسافرين - باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل، وسنن الترمذي ص ١١٠ رقم (٤٣٧)، كتاب أبواب الصلاة - باب ما جاء أن صلاة الليل مثنى مثنى، وسنن أبي داود ص ٢٣٢ رقم (١٣٢٢)، كتاب التطوع - باب صلاة الليل مثنى مثنى، وسنن النسائي ص ٢٩٦ رقم (١٦٦٦)، كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب كيف صلاة الليل، وسنن ابن ماجة ص ١٩٤ رقم (١٣٢٢)، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب ما جاء في صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، ومسند أحمد ٢/ ٤٤ رقم (٥٠٣٢).

(٦) ما بين المعقوفتين زيادة من (ج).

(٧) علي بن عبد الله البارقي الأزدي، محدث ليس له كثير حديث، روى له الجماعة سوى البخاري. تهذيب الكمال ٢١/ ٤٠ رقم (٤٠٩٨).

(٨) تلخيص الحبير ١/ ١٧٧ رقم (٢٥٣).