تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الجنائز

صفحة 491 - الجزء 2

  ومحبة لقاء الله، وأن ينفس في أجله، بأن يبشره⁣(⁣١) بالعافية حيث ترجى له، والدعاء له، واستجلاب الدعاء منه، وأن يلقن الشهادتين إذا اشتد به المرض، ويثنى عليه بصالح عمله؛ ليحسن ظنه بربه.

  وأنا أذكر بعض ما ورد في هذه المندوبات بمعونة الله تعالى:

  فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «من عاد مريضاً، أو زار أخاً له في الله، ناداه مناد⁣(⁣٢): أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً». أخرجه الترمذي⁣(⁣٣).

  وعنه أيضا أن رسول الله ÷ قال: «حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنازة، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس». أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما⁣(⁣٤).

  وعن علي قال: ما من رجل يعود مريضاً ممسيا إلا خرج معه سبعون ألف ملك، يستغفرون له حتى يصبح، وكان له خريفٌ في الجنة، ومن أتاه مصبحاً خرج معه سبعون ألف ملك، يستغفرون له حتى يمسي، وكان له خريفٌ في الجنة. أخرجه أبو داود، هكذا موقوفاً. وأخرج النسائي نحوه مرفوعاً⁣(⁣٥).

  وفي الصحيحين أن النبي ÷ قال لامرأة مبتلاة، وقد سألته


(١) في (الأصل، ب): بأن يبشر.

(٢) في (ج): نادى مناد.

(٣) سنن الترمذي ص ٤٥٢ رقم (٢٠٠٨)، كتاب البر والصلة - باب ما جاء في زيارة الإخوان، وقال: ضعيف، وسنن ابن ماجة ص ٢١٤ رقم (١٤٤٣)، كتاب الجنائز - باب ما جاء في ثواب من عاد مريضًا، وصحيح ابن حبان ٧/ ٢٢٨ رقم (٢٩٦١)، باب في ذكر بناء الله جل وعلا منزلا في الجنة لمن زار أخاه المسلم أو عاده في الله جل وعلا، ومسند أحمد بن حنبل ٢/ ٣٤٤ رقم (٨٥١٧).

(٤) صحيح البخاري ص ٢٤٣ رقم (١٢٤٠)، كتاب الجنائز - باب الأمر باتباع الجنائز، وصحيح مسلم ص ٩٥٨ رقم (٢١٦٢)، كتاب السلام - باب من حق المسلم على المسلم رد السلام، وصحيح ابن حبان ١/ ٤٧٦ رقم (٢٤١)، باب في ذكر بيان بأن هذا العدد الذي ذكر ÷ في خبر ابن مسعود لم يرد به النفي عما وراءه، ومسند أحمد ٢/ ٥٤٠ رقم (١٠٩٧٩).

(٥) سنن أبي داود ص ٥٣٤ رقم (٣٠٩٦)، كتاب الجنائز - باب في فضل العيادة على وضوء، وسنن النسائي ص ٣٣٧ رقم (١٩٤٠)، كتاب الجنائز - باب فضل من يتبع الجنائز، وسنن النسائي ص ٣٣٧ رقم (١٩٤٠)، كتاب الجنائز - باب فضل من يتبع جنازة، ومسند أحمد بن حنبل ١/ ١٢١ رقم (٩٧٦).