وعن عائشة أن رسول الله ÷ قَبَّلَ عثمان بن مظعون⁣^(⁣١) وهو ميت وهو يبكي، أو قالت: وعنياه تذرفان. أخرجه الترمذي، وأبو داود⁣^(⁣٢).

  وأشار بقوله: «مجرد بكاء» إلى أنه لا يجوز غير البكاء - الذي هو إسالة الدمع - من رفع صوت، وصراخ، وجز شعر، ولطم، ونواح، وشق جيب، ونعي ونحوها؛ لنهيه ÷ عن جميع ذلك في أحاديث كثيرة، فحديت جابر أن النبي ÷ لما قال له عبد الرحمن: أتبكي؟ أولم تكن نهيت عن البكاء؟ قال: «لا، ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت خمش وجوه وشق جيوب، ورنة شيطان». أخرجه الترمذي. وقال: وفي الحديث أكثر من هذا⁣^(⁣٣).

  وعن أسيد بن أبي أسيد⁣^(⁣٤) عن امرأة من المبايعات، قالت: كان فيما أخذ علينا رسول الله ÷ في المعروف الذي أخذ⁣^(⁣٥) علينا أن لا نعصيه فيه، وأن لا نخمش وجها، ولا ندعو ويلا، ولا نشق جيبا، ولا ننشر شعرًا. أخرجه أبو داود⁣^(⁣٦).

  وثبت النهي عن النياحة في حديث أم عطية⁣^(⁣٧)، وحديث أنس⁣^(⁣٨)،

(١) عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب الجمحي، أسلم بعد ١٣ رجلا، وهاجر إلى الحبشة بعد أن شهد بدرًا في السنة (٢ هـ)، وكان أول من توفي بالمدينة من المهاجرين، وأول من دفن بالبقيع منهم. الإصابة ٢/ ٤٥٧ رقم (٥٤٥٥)، والاستيعاب ٣/ ١٦٥ رقم (١٧٩٨).

(٢) سنن الترمذي ص ٢٣١ رقم (٩٨٩)، كتاب أبواب الجنائز - باب ما جاء في تقبيل الميت، وقال: حديث حسن، وسنن أبي داود ص ٥٤٤ رقم (٣١٦١)، كتاب الجنائز - باب في تقبيل الميت، والمستدرك على الصحيحين ١/ ٥١٤ رقم (١٣٣٤)، وقال: صحيح ولم يخرجاه، وسنن ابن ماجة ص ٢١٦ رقم (١٤٥٦)، كتاب الجنائز - باب ما جاء في تقبيل الميت.

(٣) سنن الترمذي ص ٢٣٥ رقم (١٠٠٥)، كتاب أبواب الجنائز - باب ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت، وقال: ضعيف، ومصنف ابن أبي شيبة ٢/ ٤٨٦ رقم (١١٣٤٤)، في ما ينهى عنه مما يصنع على الميت من الصياح وشق الجيوب.

(٤) أسيد بن أبي أسيد الخزرجي الساعدي، يذكر في الصحابة، وقيل هو تابعي تهذيب الكمال ٣/ ٢٤٧.

(٥) في (ج): الذي علينا.

(٦) سنن أبي داود ص ٥٣٩ رقم (٣٢٢٩)، كتاب الجنائز - باب في النوح.

(٧) ونصه: عن أم عطية قالت: إن رسول الله ÷ نهانا عن النياحة. أخرجه أبو داود في سننه ص ٥٣٩ رقم (٣١٢٥)، كتاب الجنائز - باب في النوح، والترمذي في سننه ص ٢٣٤ رقم (١٠٠٠)، كتاب أبواب الجنائز - باب ما جاء في كراهية النوح.

(٨) حديث أنس أخرجه الترمذي في سننه ص ٢٣٤ رقم (١٠٠٠)، كتاب أبواب الجنائز - باب ما جاء في كراهية النوح.