كتاب الجنائز
  قفاه؛ لئلا يميل عنقه، ثم يمسح بطنه بيده اليسرى ثلاثا برفق كما تقدم، وليكن عنده حينئذ مجمرة متقدة فائحة بالعود الرطب، وليكثر المعين عند ذلك صب الماء؛ لئلا تظهر رائحة ما يخرج منه. انتهى(١).
  الأمر الثاني من المندوبات: الترتيب: وصفته: أن يغسل فرجيه بيساره بخرقة حتى ينقيهما، ثم يطرح الخرقة، ويغسل يديه بأشنان(٢) أو نحوه، ثم يغسل ما على بدنه من قذر - إن كان - بخرقة أخرى ندبًا، ويستقصي غسل(٣) ظهره، وبطنه، وإبطيه، وباطن ركبتيه، وسائر معاطف جسده، ثم يغسل منخريه، وفمه(٤) حتى ينقي ما فيهما من أذى، ثم يوضيه بمضمضة واستنشاق، ثلاثًا ثلاثًا، كوضوء الحي(٥)، وعن أبي حنيفة: أن الميت لا يمضمض ولا ينشق(٦)، ثم يبدأ بغسل ميامنه ثم مياسره، كالحي.
  الثالث من المندوبات: التثليث: وصفته أن يطلي جميع شعره وبشره بالحرض، أو الأشنان، أو الطين، ويدلكه به، ثم يغسله بالماء القراح، فهذه غسلةٌ أولى، ثم يطليه جميعه بالسدر(٧) كذلك، ويدلكه به، ثم يغسله بالماء القراح، وهذه غسلة ثانية، ثم يجعل في الماء كافورًا فيمزجه به(٨).
  قيل (الفقيه علي): على وجه لا يتغير به طعم الماء ولا لونه، وأما الريح فيعفى عنه؛ لأن الرائحة مقصودة(٩).
  وقيل (المنصور بالله): لا فرق. ثم يغسل بهذا الماء الممزوج بالكافور، ولا يغسل بعده بقراح؛ لتبقى رائحته، وليشد جسد الميت، وهذه الغسلة الثالثة(١٠).
(١) البحر الزخار ٢/ ١٠١.
(٢) الأشنان: هو الحرض. شرح الأزهار ١/ ٤١٣.
(٣) في (ب، ج): في غسل.
(٤) في (ب، ج): يغسل فمه ومنخريه.
(٥) شرح الأزهار ١/ ٤١٣، وروضة الطالبين ص ٢٢١، والبحر الزخار ٢/ ١٠١، والتحرير ١/ ١٢٥، والحاوي ٣/ ١٧٠.
(٦) مختصر الطحاوي ص ٤٠، وبدائع الصنائع ١/ ٣٠١، والبحر الرائق ٢/ ٢٧١، وبه قال أبو ثور، والنخعي. ينظر: الأوسط ٥/ ٣٣٠.
(٧) في (ج): ثم يطليه جميع شعره وبشره بالسدر.
(٨) البحر الزخار ٢/ ١٠٢.
(٩) شرح الأزهار ١/ ٤١٣.
(١٠) شرح الازهار ١/ ٤١٣.