تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

فصل: [في التكفين للميت]

صفحة 549 - الجزء 2

[حمل الجنازة]

  قوله: (ثم رفع مرتب⁣(⁣١)) أي ثم يندب رفع مرتب بعد كمال تجهيز الميت فيرفع على النعش رفعا مرتبا، وكذا في حمل النعش إلى القبر.

  وصورة الترتيب عندنا أن يبدأ في رفعه وحمله بمقدم ميامنه، ثم بمؤخرها، ثم بمقدم مياسره، ثم بمؤخرها، ويقدم رأس الميت⁣(⁣٢)؛ لرواية ذلك عن علي⁣(⁣٣)، وهذا هو التربيع، وهو أفضل من الحمل بين العمودين عندنا⁣(⁣٤)؛ لما ذكر؛ ولقوله ÷: «ابدأن بميامنها⁣(⁣٥)» ونحوه⁣(⁣٦).

  وعند الشافعي أن الحمل بين العمودين أفضل⁣(⁣٧)؛ لفعل النبي ÷ في حمل جنازة سعد بن معاذ⁣(⁣٨).

  قلنا: لعله ÷ إنما قام بين العمودين مع الترتيب⁣(⁣٩) إكرامًا، ثم إنه قد ضعف البيهقي إسناد خبر سعد المذكور⁣(⁣١٠). وقد روي مثله عن سعد بن أبي وقاص، في حمل جنازة عبد الرحمن بن عوف⁣(⁣١١)، وليس بحجة، والله أعلم.

  وكيفية الحمل بين العمودين أن يحمله ثلاثة يتقدم أحدهم، فيضع طرف العمودين على عاتقيه ورأسه بينهما، والخشبة المعترضة بينهما على⁣(⁣١٢) كاهله، والآخران يحملان مؤخري العمودين كل واحد منهما في جانب.


(١) في (ب): مراتب.

(٢) الأحكام ١/ ١٥٥، والتجريد ص ٨٠، والمنتخب ص ٦٥، والانتصار ٤/ ٥٩٣، والبحر الزخار ٢/ ١٠٩.

(٣) مجموع الإمام زيد ص ١٦٧.

(٤) الأحكام ١/ ١٥٥، والتجريد ص ٨٠، والمنتخب ص ٦٥، والانتصار ٤/ ٥٩٣، والبحر الزخار ٢/ ١٠٩.

(٥) في الأصل: ابدأ بميامنها.

(٦) سبق تخريجه ص ١٥١٧.

(٧) الأم ٣/ ٣٧٧، ومجموع الإمام زيد ٥/ ٢٣٣.

(٨) سنن البيهقي ٧/ ٣١١ رقم (٦٦٢٩)، باب حمل الجنازة موضع السرير على كاهله بين العمودين.

(٩) في (ب، ج): مع التربيع.

(١٠) ذكره البيهقي في المعرفة ٣/ ١٤٨، وأشار إلى تضعيفه في السنن ٤/ ٢٠.

(١١) صحيح ابن حبان ٧/ ٣١٦ رقم (٣٠٤٣)، باب في ذكر الاستحباب للناس أن يرملوا الجنائز رملا، وسنن البيهقي ٧/ ٣١١ رقم (٦٦٢٦)، ومصنف ابن أبي شيبة ٢/ ٤٧٣ رقم (١١١٨٥).

(١٢) في (ب): بينهما كاهله.