تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

فصل: [في التكفين للميت]

صفحة 551 - الجزء 2

  قلنا: القول أولى، وفعلهم بيان للجواز. يدل عليه قول علي في فعل الشيخين ®: كانا سهلين، يحبان التسهيل على الناس، وقد علمنا أن المشي خلفها أفضل. حكاه في الشفاء⁣(⁣١).

  ويكره الركوب اتفاقا⁣(⁣٢)؛ لحديث ثوبان: خرجنا مع النبي ÷ في جنازة، فرأى ناسا ركبانا، فقال: «ألا تستحيون، ملائكة الله⁣(⁣٣) على أقدامهم، وأنتم على ظهور الدواب». أخرجه الترمذي⁣(⁣٤).

  ولا يكره ذلك في الرجوع⁣(⁣٥)؛ لما روي أن النبي ÷ أتي بدابة وهو مع جنازة فأبى أن يركبها، فلما أنصرف أتي بدابة فركب. الحديث رواه أبو داود⁣(⁣٦).

  والمستحب أن يكون المشي بالجنازة قصدا، وكذلك المشي خلفها، أي عدلا متوسطا بين الإسراع والإبطاء⁣(⁣٧)؛ لرواية زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي أنه كان إذا سار بالجنازة سار بين السيرين⁣(⁣٨) ليس بالعجل ولا بالبطيء⁣(⁣٩).

  وأما حديث الصحيحين: «أسرعوا بجنازتكم⁣(⁣١٠) ...»⁣(⁣١١) الخبر ونحوه.


= ٢٣٥ رقم (١٠٠٧)، كتاب أبواب الجنائز - باب ما جاء في المشي خلف الجنازة، وقال: حديث صحيح، وسنن النسائي ص ٣٣٧ رقم (١٩٤٣)، كتاب الجنائز - باب مكان الماشي من الجنازة، وسنن ابن ماجة ص ٢١٩ رقم (١٤٨٢)، كتاب الجنائز - باب ما جاء في المشي أمام الجنازة، وصحيح ابن حبان ٧/ ٣١٨ رقم (٣٠٤٦)، ومسند أحمد بن حنبل ٢/ ٨ رقم (٤٥٣٩).

(١) شفاء الأوام ١/ ٤٨٤، وأصول الأحكام ١/ ٢٠٣.

(٢) روضة الطالبين ص ٢٢٨، والانتصار ٤/ ٦٠٠، والمهذب ١/ ٤٤٤

(٣) في (ب، ج): إن ملائكة الله.

(٤) سنن الترمذي ص ٢٣٦ رقم (١٠١٢)، كتاب أبواب الجنائز - باب ما جاء في كراهية الركوب خلف الجنازة، وقال: حديث ضعيف، وسنن ابن ماجة ص ٢١٩ رقم (١٤٨٠)، كتاب الجنائز - باب ما جاء في شهود الجنائز، وسنن البيهقي ٤/ ٢٣ رقم (٦٦٤٦)، كتاب الجنائز - باب الركوب في الانصراف من الجنازة.

(٥) في الأصل: ولا يكره ذلك إلا في الرجوع، والصواب ما أثبتناه. ينظر: روضة الطالبين ص ٢٢٨.

(٦) سنن أبي داود ص ٥٤٦ رقم (٣١٧٥) ن كتاب الجنائز - باب الركوب في الجنازة، ومصنف ابن أبي شيبة ٢/ ٤٧٩ رقم (١١٢٥٤)

(٧) الانتصار ٤/ ٥٩٩.

(٨) في الأصل: بين السرير.

(٩) مجموع الإمام زيد ص ١٧٤، وشفاء الأوام ١/ ٣٨٢.

(١٠) في (ب، ج): جنائزكم.

(١١) صحيح البخاري ص ٢٥٧ رقم (١٣١٥)، كتاب الجنائز - باب السرعة بالجنازة، وصحيح مسلم =