ويكره أن تتبع الجنازة بصوت ولا نار⁣^(⁣١)؛ [للنهي عن ذلك في حديث أبي هريرة، أن رسول الله ÷ قال: «لا تتبعوا الجنازة بصوت ولا نار»]⁣^(⁣٢) أخرجه أبو داود⁣^(⁣٣).

  ويكره القيام للجنازة لغير من يشيعها، والقعود قبل وضعها لمن يشيعها؛ لحديث علي كان رسول الله ÷ أمرنا بالقيام للجنازة، ثم جلس بعد ذلك، وأمرنا بالجلوس. رواه أحمد، وأبو داود، وغيرهما، وهو في صحيح مسلم بمعناه⁣^(⁣٤).

  قيل: وهو ناسخ لأحاديث القيام للجنازة والأمر به؛ ولحديث أبي سعيد، وأبي هريرة قالا: ما رأينا رسول الله ÷ شهد جنازة قط فجلس حتى توضع. أخرجه النسائي⁣^(⁣٥). وله شواهد.

  ويندب لمن شهد الجنازة المكث إلى الفراغ من دفنها، ولذلك أربع مراتب:

  أحدها: أن ينصرف عقيب الصلاة، ولهذا من الأجر قيراط؛ لحديث الصحيحين: «من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان»⁣^(⁣٦).

(١) في (ب، ج): بصوت أو نار. ينظر: روضة الطالبين ص ٢٢٨.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من (الأصل).

(٣) سنن أبي داود ص ٥٤٥ رقم (٣١٦٩)، كتاب الجنائز - باب في اتباع الميت بالنار، وسنن البيهقي ٣/ ٣٩٤ رقم (٦٤٤٥)، باب جماع أبواب غسل الميت - باب لا تتبع الميت بنار، ومصنف ابن أبي شيبة ٢/ ٤٧٢ رقم (١١١٧٣)، في ما قالوا في الميت يتبع بالجمر، قال في نصب الراية ٢/ ٢٩٠: فيه رجلين مجهولين.

(٤) مسند أحمد بن حنبل ١/ ٨٢ رقم (٦٢٣)، وسنن أبي داود ص ٤٥٤ رقم (٣١٧٣)، وأخرجه مسلم في صحيحه بمعناه ص ٤٠٨ رقم (٩٦٢)، كتاب الجنائز - باب نسخ القيام للجنازة، وسنن الترمذي ص ٢٤٣ رقم (١٠٤٤)، كتاب أبواب الجنائز - باب الرخصة في ترك القيام لها، وسنن النسائي ص ٣٤٦ رقم (١٩٩٩)، كتاب الجنائز - باب الوقوف لجنائز، وصحيح ابن حبان ٧/ ٣٢٧ رقم (٣٠٥٦)، في ذكر الأمر بالجلوس ثم رؤية الجنائز بعد الأمر بالقيام لها، وينظر تلخيص الحبير ٢/ ١١٢ رقم (٧٥١).

(٥) سنن النسائي ص ٣٣٣ رقم (١٩١٧)، كتاب الجنائز - باب الأمر بالقيام للجنازة، وصحيح البخاري ص ٢٥٦ رقم (٢١٣٧)، كتاب الجنائز - باب القيام للجنازة، وصحيح مسلم ص ٤٠٧ رقم (٩٥٨)، كتاب الجنائز - باب القيام للجنازة، وسنن أبي داود ص ٥٤٥ رقم (٣١٧١)، كتاب الجنائز - باب القيام للجنازة، وسنن الترمذي ص ٢٤٣ رقم (١٠٤٢)، كتاب أبواب الجنائز - باب ما جاء في القيام للجنازة.

(٦) صحيح البخاري ص ٢٥٨ رقم (١٣٢٣)، كتاب الجنائز - باب فضل اتباع الجنائز، وصحيح مسلم =