تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الجنائز

صفحة 574 - الجزء 2

  وقوله: "ثم كذلك" معناه ثم يفعل المصلي كذلك في كل جنازة جاءت في خلال صلاته⁣(⁣١)، فلو جاءت بعد تكبيرتين كانت⁣(⁣٢) التكبيرات سبعا، فإن جاءت بعد ثلاث كملها ثمانيًا. هذا مذهبنا⁣(⁣٣).

  وقال أبو حنيفة: لا يصح التشريك بعد إحرامه بالصلاة، فإذا جاءت جنازة تركت حتى يفرغ من الصلاة على الأولى، ويستأنف⁣(⁣٤)، الصلاة على الثانية⁣(⁣٥).

  قال في الغيث: حجتنا أن الرسول ÷ فعل مثل ما قدمنا يوم صلى على حمزة وشهداء أحد، لكن لم يرفع حمزة حتى بلغ عليه من التكبير سبعين⁣(⁣٦)، ولعله خاص له. انتهى⁣(⁣٧).

  تنبيه: في تلخيص ابن حجر عن ابن إسحاق⁣(⁣٨) من حديث ابن عباس قال: أمر رسول الله ÷ بحمزة، فسجي ببرده، ثم صلى عليه، وكبر سبع تكبيرات، ثم أُتِيَ بالقتلى، فيوضعون إلى حمزة، فيصلي عليهم وعليه معهم، حتى صلى عليه ثنتين وسبعين صلاة⁣(⁣٩)، ثم حكى عن السهيلي ما يقتضي تضعيف إسناده⁣(⁣١٠)، ثم قال: لكن حديث ابن عباس مروي من طرق أخرى:

  منها: ما أخرجه الحاكم، وابن ماجة، والطبراني، والبيهقي من طريق يزيد بن


(١) في (ب، ج): في حال صلاته.

(٢) في (ب، ج): فلو جاءت بعد تكبيرتين كمل التكبيرات.

(٣) الانتصار ٤/ ٦٨٤، وشرح الأزهار ١/ ٤٣٢.

(٤) في (ب، ج): واستأنف.

(٥) بدائع الصنائع ١/ ٣١٦.

(٦) سبق تخريجه ص ١٥٧٥.

(٧) نحوه هامش شرح الأزهار ١/ ٤٣٣، والمنتخب ص ٦٦.

(٨) هو محمد بن إسحاق بن يسار المدني القرشي، صاحب السيرة، محدث، مؤرخ، كان يرمى بالقدر، توفي سنة ١٥٠ هـ، وقيل: ١٥١ هـ، استشهد به البخاري، وروى له مسلم في المتابعات والباقون. ينظر: طبقات ابن سعد ٧/ ٣٢١، وتهذيب الكمال ٢٤/ ٤٠٥ رقم (٥٠٥٧).

(٩) سيرة ابن هشام ٣/ ١٠٢.

(١٠) الروض الأنف ٣/ ١٧٩.