تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الجنائز

صفحة 575 - الجزء 2

  [أبي]⁣(⁣١) زياد⁣(⁣٢)، عن مقسم⁣(⁣٣)، عن ابن عباس مثله⁣(⁣٤)، وأتم منه، ويزيد فيه ضعف يسير.

  وفي الباب أيضا عن أبي مالك الغفاري⁣(⁣٥)، أخرجه أبو داود في المراسيل من طريقه، وهو تابعي، اسمه غزوان، ولفظه: أنه ÷ صلى على قتلى أحد عشرة ًعشرةً، في كل عشرة حمزة حتى صلى عليه سبعين صلاة⁣(⁣٦)، ورجاله ثقات، وقد أعله⁣(⁣٧) الشافعي بأنه متادفع؛ لأن الشهداء كانوا سبعين، فإذا أتى بهم عشرة عشرة يكون قد صلى عليه سبع صلوات، فكيف تكون سبعين صلاة؟! وإن أراد التكبير فتكون ثمانيا وعشرين تكبيرة، لا سبعين.

  وأجيب بأن المراد أنه صلى على سبعين نفسا، وحمزة معهم كلهم، فكأنه صلى عليه سبعين صلاة. انتهى⁣(⁣٨).

  قلت: وكلام الشافعي ¦ مبني على أن حمزة ¥ لم يكن هو المكمل لكل عشرة، وأن النبي ÷ إنما كان يكبر في كل صلاة أربع تكبيرات كما هو مذهبه.


(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).

(٢) يزيد بن أبي زياد بن أبي الجعد الأشجعي الغطفاني، محدث، وثقه ابن معين، وأحمد بن حنبل، روى له البخاري في أفعال العباد، والنسائي، وابن ماجة. تهذيب الكمال ٣٢/ ١٣٠ رقم (٦٩٨٨).

(٣) مقسم بن بجرة، وقيل: ابن نجدة، تابعي، صالح الحديث، توفي سنة ١٠١ هـ، روى له الجماعة سوى مسلم. تهذيب الكمال ٢٨/ ٤٦١ رقم (١٦٦)، وطبقات ابن سعد ٥/ ٢٩٥.

(٤) المستدرك على الصحيحين ٣/ ٣١٨، وسنن ابن ماجة ص ٢٢٣ رقم (١٥١٣)، كتاب الجنائز - باب ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم، والمعجم الكبير ٣/ ١٤٢ رقم (٢٩٣٥)، وسنن البيهقي ٤/ ١٢ رقم (٦٥٩٦)، باب من زعم أن النبي ÷ صلى على شهداء أحد، ومصنف ابن أبي شيبة ٧/ ٣٧٢ رقم (٣٦٧٨٧).

(٥) أبو مالك الغفاري: واسمه غزوان، تابعي، كوفي، ثقة قليل الحديث، روى له أبو داود، والترمذي، والنسائي. ينظر: طبقات ابن سعد ٦/ ٢٩٥، وتهذيب الكمال ٢٣/ ١٠٠.

(٦) سنن البيهقي ٤/ ١٢ رقم (٦٥٩٥)، جماع أبواب الشهيد ومن يصلى عليه ويغسل، وسنن الدارقطني ٤/ ١١٦ رقم (٤٢)، كتاب السير، وينظر تلخيص الحبير ٢/ ١١٧، ونصب الراية ٢/ ٣١٢.

(٧) في الأصل: وقد علله.

(٨) تلخيص الحبير ٢/ ١١٧ رقم (٧٥٩).