كتاب الجنائز
  فحثا [عليه](١) في قبره ثلاث حثيات، ثم أمر بقبره فربع، ورش عليه. انتهى(٢). وقد تقدم ذكر بعضه.
  قال الهادي: وبلغنا عن أمير المؤمنين [علي](٣) أنه كان إذا حثى على ميت قال: اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا برسلك، وإيقانا ببعثك، هذا ما وعدنا(٤) الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، ثم قال: «من فعل ذلك كتب له بكل ذرة حسنة» حكاه في الشفاء(٥).
  وقال بعض الشافعية(٦): يستحب أن يقول مع الأولى: منها خلقناكم، ومع الثانية: وفيها نعيدكم، ومع الثالثة: ومنها نخرجكم تارة أخرى. [وأن](٧) تكون كل حثية من الثلاث بلكتا الكفين من التراب(٨).
  وأما رش القبر وتربيعه فلما تقدم في حديث المطلب؛ ولرواية ابن ماجة أن النبي ÷ رش قبر سعد بن معاذ(٩)؛ ولرواية البزار أنه ÷ أمر برش قبر عثمان بن مظعون(١٠). إلى غير ذلك.
  واختار المؤلف استحباب رش القبر وما حوله، كما ذكره الفقيه علي(١١)، ولذلك حذف الضمير من قوله [في الأزهار](١٢): ورشه. وقد روي أن بلالا فعل كذلك
(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ب، ج).
(٢) مجموع الإمام زيد ص ١٧٣، وشفاء الأوام ١/ ٥٠٨.
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ب، ج).
(٤) في (ب، ج): ما وعد الله.
(٥) الأحكام في الحلال والحرام ١/ ١٦٣، وأمالي أحمد بن عيسى ٢/ ٨٤٢، وشفاء الأوام ١/ ٥٠٧.
(٦) في (ب) مكتوب على السطر فوق كلمة الشافعية: النواوي.
(٧) ما بين المعقوفتين سقط من (ب، ج).
(٨) روضة الطالبين ص ٢٣٦.
(٩) سنن ابن ماجة ص ٢٢٨ رقم (١٥٥١)، كتاب الجنائز - باب ما جاء في إدخال الميت القبر.
(١٠) مسند البزار ٩/ ٢٧٤ رقم (٣٨٢٢)، والمعجم الكبير للطبراني ١/ ٣٢٥ رقم (٩٦٨)، وسنن البيهقي ٣/ ٤١١ رقم (٦٥٣١)، ومصنف ابن أبي شيبة ٣/ ٥٤ رقم (١٢٠٥٦).
(١١) شرح الأزهار ١/ ٤٤٠.
(١٢) ما بين المعقوفتين سقط من (الأصل).