[شرح خطبة الأثمار]
  واحد في موضع الوجوب، والندب كما وردت الشريعة المطهرة بهما مقترنين(١) في الأذان والصلاة والخطب، وغير ذلك. وقد نبه الباري عز سلطانه [على ذلك](٢) بقوله - وهو أصدق القائلين - في كتابه الحكيم المبين: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}(٣).
  قال في الكشاف: ورفع ذكره أن قُرِنَ بذكر الله تعالى في كلمة الشهادة، والأذان، والإقامة، والتشهد، والخطب(٤).
  وحكى الإمام عز نصره من رواية ابن جرير بإسناد متصل برسول الله ÷ أنه قال: «أتاني جبريل # فقال: إنَّ رَبِّي وربَّكَ يقولُ: كيف رفعتُ ذكرك؟ قال اللهُ أَعْلَمُ. قال: إذا ذكرتُ ذكرتَ معي»(٥).
  قال أيده الله: روي عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله ÷: «سألتُ ربي مسألةً وَوَدَدْتُ أني لم أكن سألته. قلت: قد كانت قبلي أنبياء، منهم من سخرت له الريح، ومنهم من يحيي الموتى، قال: يا محمد ألم أجدك يتيمًا فآويتك؟ قلت: بلى يا رب، قال: ألم أجدك ضالاً فهديتك؟ قلت: بلى يا رب، قال: ألم أجدك عائلا فأغنيتك؟ قلت: بلى يا رب، قال: ألم أشرح لك صدرك؟ ألم أرفع لك ذكرك؟ قلت: بلى يا رب»(٦).
  وروى أبو نعيم في دلائل النبوة بإسناد متصل بأنس بن مالك(٧) قال: قال رسول
(١) في (ب، ج): مقترنتين.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من (ج).
(٣) سورة الشرح: ٤.
(٤) الكشاف ٤/ ٧٧٠.
(٥) تفسير الطبري ٣٠/ ٢٩٦، وتفسير ابن أبي حاتم، للحافظ عبد الرحيم بن محمد بن إدريس الرازي - تحقيق: أسعد محمد الطيب - المكتبة العصرية - بيروت - ط ٢ (١٤٢٤ هـ/٢٠٠٣ م) ١٠/ ٣٤٤٥ رقم ١٩٣٩٣، والدر المنثور للسيوطي ٦/ ٦١٥.
(٦) نحوه في دلائل النبوة، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي - تحقيق: عبد المعطي قلعجي - دار الريان - ط ١ (١٤٠٨ هـ/١٩٨٨ م). ٧/ ٦٢، في تفسير ابن أبي حاتم ١٠/ ٣٤٤٦ رقم (١٩٣٩٤)، والدر المنثور للسيوطي ٦/ ٦١٥.
(٧) أنس بن مالك بن النضر الأنصاري، أبو حمزة المدني، نزيل البصرة، صاحب رسول الله ÷ وخادمه، خدم رسول الله ÷ عشر سنين مدة مقامه في المدينة، مولده قبل عام الهجرة بعشر سنين، توفي سنة: ٩٣ هـ، وقال بعضهم: بلغ: ١٠٧، وقد توفي بالبصرة، وكان آخر من توفي من أصحاب رسول الله ÷. انظر: أسد الغابة ١/ ١٥١ رقم (٢٥٨)، وسير أعلام النبلاء ٣/ ٣٩٥ رقم (٦٢).