[شرح خطبة الأثمار]
  الملائكة»(١)، وأمثال ذلك، فإنها في نحو ذلك دعاء بالرحمة من الله سبحانه للمصلَّى عليه، وسؤال للدعاء بها من غيره، ولهذا نص المحققون على أنه لا يجوز إطلاق الصلاة على غير النبي ÷. هذا حاصل ما ذكره #.
  وفي كتاب الشفاء المقدم ذكره ما لفظه: قال القاضي: والذي ذهب إليه المحققون وأميل إليه ما قاله مالك وسفيان(٢) رحمهما الله تعالى.
  وروي عن ابن عباس ®، واختاره غير واحد من الفقهاء(٣) والمتكلمين - أنه لا يُصلى على غير الأنبياء عند ذكرهم، بل هو شيء يختص به الأنبياء؛ توقيرًا لهم وتعزيزا كما قال: يُخَصُّ(٤) الله تعالى عند ذكره بالتنزيه والتقديس والتعظيم، ولا يشاركه فيه غيره، كذلك يجب تخصيص النبي ÷ وسائر الأنبياء بالصلاة والتسليم، ولا يشارك فيه سواهم كما أمر الله به بقوله: {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}(٥) ويذكر من سواهم من الأئمة وغيرهم بالغفران والرضى، كما قال تعالى {يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}(٦) وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}(٧) وأيضا فهو أمرٌ لم يكن معروفًا في الصدر الأول، وقال: قالوا: وصلاة النبي على من صلى عليه مجراها
= ٢/ ٧٥٦ رقم (١٠٧٨)، كتاب الزكاة - باب الدعاء لمن أتى بالصدقة، وأبو داود ٢/ ٢٤٦ رقم (١٥٩٠)، كتاب الزكاة - باب دعاء المصدِّق لأهل الصدقة، والنسائي ٥/ ٣١ رقم (٢٤٥٩)، كتاب الزكاة - باب صلاة الإمام على صاحب الصدقة، وابن ماجة ١/ ٥٧٢ رقم (١٧٩٦)، كتاب الزكاة - باب ما يقال عند إخراج الزكاة، وابن حبان ٣/ ١٩٧ رقم (٩١٧) كتاب الرقائق - باب الأدعية.
(١) المعجم الكبير للطبراني ٢٥/ ٣٠ رقم (٥٠).
(٢) سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي، كان إمامًا من أئمة المسلمين، وعلمًا من أعلام الدين، مجمعا على أمانته، كان يقال: سفيان أمير المؤمنين في الحديث. قال الذهبي: شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، سيد العلماء العاملين في زمانة. كان آية في الحفظ، راوده المنصور العباسي أن يلي له الحكم فأبى وخرج من الكوفة، ثم طلبه المهدي فتوارى، ومات مستخفيا، له من الكتب: الجامع الكبير، الجامع الصغير، كلاهما في الحديث، توفي سنة (١٦١ هـ). ينظر: تهذيب الكمال ١١/ ١٥٤ رقم ٢٤٠٧، وسير أعلام النبلاء ٧/ ٢٢٩ رقم (٨٢)، والأعلام للزركلي ٣/ ١٠٤.
(٣) في (ب، ج): من العلماء.
(٤) في (ج): يختص.
(٥) سورة الأحزاب: ٥٦.
(٦) سورة الحشر: ١٠.
(٧) سورة التوبة: ١٠٠.