تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

[شرح خطبة الأثمار]

صفحة 148 - الجزء 1

  والرخص في العرف: هو نقصان الثمن عن المعتاد، والغلاء زيادته على المعتاد.

  وقوله: «وأهش»: استعارة من الشيء الهش، أي: الرخو اللين.

  «وأمتن» من الشيء المتين، الذي فيه قوة وصلابة: وهما عبارة عن مطاوعة معانيه للفهم من غير كلفة مع قوتها وخلوصها من الضعف، ومع جزالة الألفاظ الدالة عليها.

  وقوله: «وأبش» استعارة من قولهم: رجل هش بش⁣(⁣١): أي طلق الوجه حسن البشر.

  «وأركن»: أي أقوى أركانًا، أو من قولهم: رجل ركين، أي وقور، وهما عبارة عن قبول النفس له وميلها إليه، كما يقبل طلق الوجه، [وتميل إليه]⁣(⁣٢) مع كونه لإتقانه وعلو شأنه بمنزلة السلطان الوقور الذي تملأ هيبته الصدور. هذا هو الكلام فيما تضمنته الفقر المذكورات من الاستعارات.

  وأما الترصيع فهو كون ما في كل واحدة من القرينتين [الأولتين والآخرتين]⁣(⁣٣) من السجع مثل ما في أختها من الألفاظ.

  وأما التقفية: فهو تواطؤ القرائن الأربع على [حرف النون آخرا]⁣(⁣٤)، ويزيد هذا من السجع حسنًا تساوي قرائنه وقصرها، فليس لحسنه غاية ولا لمدحه نهاية.

  وأما إيهام التضاد والمطابقة، فمن حيث الجمع بين الكلمات المتنافيات في الظاهر، وإن لم تكن متنافية حقيقة، كما تقدم في تفسير ألفاظها، والله أعلم.

  وقوله: «فجاء بحمد الله»: أي بإعانته التي هي سبب الحمد، فأقام المسبَّب وهو الحمد مقام سببه وهي الإعانة، ولفظة «جاء» - هاهنا - من الأفعال الناقصة، وفاعلها مستتر فيها.

  «وأخمص وأبطن» إلى آخرها منصوبات على خبريتها، وذلك ظاهر.

  وقوله: (وإنْ كان الفضل للمتقدم والرجحان) لما وصف المؤلف تأليفه الشريف ببعض ما فيه من الأوصاف السنية ربما يتوهم مُتَوَهِمٌ دلالتها على كون أصله الذي هو


(١) في (أ): رجل هش.

(٢) في (ب): وتمال إليه.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ش).

(٤) في (ش): حرف واحد كالنون في الكلمات المذكورة.