تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

[شرح مقدمة الأثمار]

صفحة 163 - الجزء 1

  فواضح أو مجبر فلا ندم على [ما أجبر عليه]⁣(⁣١)، ولا ثالث؛ إذ المشبه والمثبت لرؤية⁣(⁣٢) مجبر غالبا، [ولا قطع]⁣(⁣٣) بهلكة المخطئ في عقيدة غير ذلك ما لم يرد ما علم من الدين ضرورة، فيلحق بالملحد لكفره. انتهى⁣(⁣٤).

  قوله: (فيجب أن يكون بهم في الفروع الاقتداء وإليهم في الأصول الاعتزاء) يعني فإذا عرفت ما ذكره من الأدلة الدالة على أفضلية أهل البيت $ عرفت وجوب الاقتداء بهم في الفروع، وتقليدهم فيما يجوز التقليد فيه منها [دون غيرهم]⁣(⁣٥)، [ووجوب أن تعتزي]⁣(⁣٦) إليهم في أصول الدين [بأن تُظْهِرَ بأن اعتقادَك]⁣(⁣٧) اعتقادُهم فيه بعد أن تعرف ذلك بأدلته لا على وجه التقليد لهم فيه كما يُعرف ذلك مما تقدم.

  قوله: (والأئمة المشهورون من غيرهم هم إليهم منتمون وبهم مقتدون). لما كان ما ذكره المؤلف - أيده الله - من وجوب الاقتداء بأهل البيت في الفروع، والاعتزاء إليهم في الأصول يوهم أنه يُحَرَّمُ تقليد غيرهم والاعتزاء إليه على الإطلاق - أراد رفع ذلك الإيهام بما ذكره، ومعناه إنما يحرم حيث كان مخالفًا لهم من كل وجه، وخارقًا لإجماعهم. وأما الأئمة المشهورون كأبي حنيفة⁣(⁣٨)، ومالك⁣(⁣٩)، والشافعي، وأحمد، وأشباههم فهم منتمون إلى أهل البيت ومقتدون بهم،


(١) في (ش): ما أجبر الإنسان عليه.

(٢) في (ح): للرؤية.

(٣) في (ب): ولا نقطع.

(٤) أي من شرح خطبة الأثمار، للإمام شرف الدين (خ)، والفصول اللؤلؤية ص ٣٨٨.

(٥) ما بين المعقوفتين ساقط من (ب).

(٦) في (ب): وجوب أن يعتزي.

(٧) في (ج، ب): بأن يظهر بأن اعتقاده.

(٨) أبو حنيفة: النعمان بن ثابت بن زوطي الكوفي التميمي، مولى لبني تميم بن ثعلبة، المولود سنة (٨٠ هـ)، فقيه، مجتهد، إمام المذهب الحنفي، من أبناء فارس، ولد ونشأ بالكوفة، وتفقه على يد حماد بن سليمان، ورفض تولي القضاء، فحلف أن لا يفعل، فأمر به إلى الحبس، وتوفي ببغداد في الحبس سنة (١٥٠ هـ)، وعمره سبعون سنة، ودفن في مقبرة الخيزران، وقبره مشهور. انظر: سير أعلام النبلاء ٦/ ٣٩٠ - ٤٠٤ رقم (١٦٣)، والأعلام ٢/ ٣٢٤، وتاريخ المذاهب الإسلامية في السياسة والعقائد وتاريخ المذاهب الفقهية ص ٣٤٨ - ٣٨٩، لمحمد أبو زهرة - دار الفكر العربي - بدون.

(٩) مالك بن أنس الأصبحي الحميري أبو عبد الله، إمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة الأعلام عند أهل السنة، وإليه تنسب المالكية، مولده ووفاته بالمدينة، كان صلبا دينه، بعيدا عن الملوك، وكان يكره أن يحدث واقفا على الطريق أو مستعجلا، وكان يتوضأ ويجلس قبل أن يحدث، صنف الموطأ، وله رسالة في الوعظ، وكتاب في المسائل، وتفسير غريب القرآن، وغيرها. توفي سنة (١٧٨ هـ). وقيل: سنة (١٧٩ هـ) وعمره (٨٤ سنة)، وقيل: (٩٠ سنة). انظر: سير أعلام النبلاء ٨/ ٤٨ رقم (١٠)، والأعلام ٥/ ٢٥٧. انظر: بداية المجتهد ونهاية المقتصد ١/ ٨٠، للإمام محمد بن رشد القرطبي (ت: ٥٩٥ هـ) - دار المعرفة - بيروت - لبنان - ط ٢ (١٤٠٦ هـ/١٩٨٦ م).