تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الطهارة

صفحة 181 - الجزء 1

  والنضوب⁣(⁣١)، والنزح⁣(⁣٢)، والجفاف⁣(⁣٣)، والريق⁣(⁣٤)، والمسح⁣(⁣٥)، والتفريق⁣(⁣٦)، والجمع⁣(⁣٧)، والمكاثرة⁣(⁣٨)، وسيأتي الكلام فيها في مواضعها إن شاء الله تعالى.

  الفائدة الثانية: في وجه الابتداء بكتاب الطهارة

  وذلك أن علماء الفروع اتفقوا على تقديم كتاب الصلاة؛ لكونها أعم التكاليف الشرعية وأهمها⁣(⁣٩)، وستأتي أدلة ذلك، ثم إنه لا خلاف بينهم في تقديم الطهارة عليها؛ لأنها شرط فيها، وشرط الشيء يتقدمه⁣(⁣١٠)، ثم إن الطهارة تشتمل على مُطهِّر وَتَطَهُّرٍ⁣(⁣١١) وَمُتَطَهَّرٍ منه، وقد اختلف اصطلاحهم في أيها يقدم: فبعضهم استحسن تقديم المطهر، فقدم باب


= الأطهار ١/ ٢٣، تأليف: القاضي العلامة أحمد ابن قاسم العنسي اليماني الصنعاني - مطبعة دار إحياء الكتب العربية لأصحابها عيسى البابي الحلبي وشركاه - ط ١ (١٣٦٦ هـ/١٩٤٧ م).

(١) النضوب لغة: البعد والإغارة، يقال: نضبت عينه أي غارت، والناضب: البعيد، ومنه قيل للماء إذا ذهب نضب أي بعد. انظر: لسان العرب، مادة: "نضب" ١/ ٧٦٣. والمراد هنا بعد النجاسة حتى لم يبق للنجاسة جرم ولا عين، فإذا نضبت الأرض طهرت حكما، فيتيمم من ترابها، ويصلي عليها بعد النضوب. انظر: التاج المذهب ١/ ٢٣ - ٢٤.

(٢) في (ب): والنضوب بالنزح.

النَّزح: البعد، يقال: نزحت الدار: بعدت. انظر: مختار الصحاح، مادة: "نزح" ص ٣٥١، والمصباح المنير، مادة: "نزح" ص ٣٥٦، لأحمد بن علي الفيومي المقري - دار الحديث - القاهرة - ط ١ (١٤١٢ هـ/٢٠٠٠ م). والمراد هنا نزح الماء حتى يزول أثر النجاسة، والنزح: نزع الماء بالدلاء ونحوها. البيان الشافي ١/ ٥٢.

(٣) الجفاف لغة: اليبس، يقال: جف الثوب جفافًا إذا يبس، فإذا يبست النجاسة طهرت ما لم يبق للنجاسة أثر، كولد الآدمي بعد الولادة، فإنه يطهر بالجفاف، فإذا بقيت عين النجاسة فلا بد من زوالها بالماء أو بالحت. انظر: المصباح المنير، مادة: "جفف" ص ٦٦، والتاج المذهب ١/ ٢٢، والبيان الشافي المنتزع من البرهان الكافي ١/ ٤٩، تأليف القاضي العلامة عماد الدين يحيى بن أحمد بن مظفر - مجلس القضاء الأعلى - مكتبة غمضان لإحياء التراث اليمني - ط ١ (١٤٠٤/ ١٩٨٤ م).

(٤) الريق لغة: تردد الماء على وجه الأرض من الضحضاح ونحوه، والريق: ماء الفم غُدْوَةً قبل الأكل. انظر: لسان العرب، مادة: "ريق" ١٠/ ١٣٥. والمراد هنا الأفواه تطهر بالريق؛ لأن الريق مائع، فأشبه الماء. انظر: البيان الشافي ١/ ٩. واللمعة الدمشقية ١/ ٦٨.

(٥) المسح: إمرار اليد على الشيء المسموح. انظر المصباح المنير، مادة: "مسح" ص ٣٣٩.

(٦) التفريق لغة: ذهاب كل إلى مذهب. انظر: لسان العرب، مادة: "فرق" ١٠/ ٣٠٠. والمراد هنا التفريق للنجاسة. انظر: البيان الشافي ١/ ٣٤.

(٧) الجمع: هو الذي يجمع من هاهنا وهاهنا، وإن لم يجعل كالشيء الواحد، والجمع مصدر من قولك: جمعت الشي. انظر: لسان العرب، مادة: "جمع"٨/ ٥٣.

(٨) المكاثرة: بصيرورته كثيرا، وزال التغير. انظر: البيان الشافي ١/ ٣٤.

انظر: بدائع الصانع ١/ ٣، والشرح الكبير المطبوع مع المغني ١/ ٥.

(٩) انظر: ضوء النهار المشرق على صفحات الأزهار ١/ ٨٠، وشرح الأزهار ١/ ٣٤.

(١٠) في (ج): يقدمه.

(١١) في (ب): مطهر وتطهير.