باب النجاسات
  مسألة: رجيع الآدمي(١) وبوله نجسان إجماعًا(٢)، ونجاستهما معلومة من الشرع ضرورة، فلا حاجة إلى الاستدلال [على ذلك إلاَّ على سبيل بيان المستند، فمن الأحاديث الدالة على نجاسة بوله حديث عمار](٣)، وحديث الأعرابي(٤) الذي بال في المسجد، وسيأتيان، وحديث القبرين(٥) الذي أخرجه الستة إلاَّ الموطأ [بروايات متعددةٍ](٦) وكلها مشهورة. ومن ذلك حديث ابن عباس(٧) أن رسول الله ÷
(١) الرجيع: العذر والروث، سمي رجيعا؛ لأنه رجع عن حالته الأولى بعد أن كان طعاما أو علفا. ضوء النهار ١/ ٨٥، والانتصار ١/ ٣٧٧، ومختار الصحاح، مادة: "رجع" ص ١٣٧.
(٢) انظر: الانتصار ١٠/ ٣٧٧.
(٣) في (ش): على نجاسة بوله بالأحاديث الواردة في ذلك كحديث عمار.
(٤) حديث الأعرابي، ونصه: عن أبي هريرة ¥، أن أعرابيا دخل المسجد ورسول الله ÷ جالس فصلى - قال ابن عبدة -: ركعتين، ثم قال: اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا، فقال النبي ÷: «لقد تحجرت واسعا» ثم لم يلبث أن بال في ناحية المسجد، فأسرع الناس إليه فنهاهم النبي ÷ وقال: «إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين صبوا عليه سجلا من ماء»، أو قال: «ذَنُوبًا من ماء». أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء - باب صب الماء على البول في المسجد ص ٥٢ رقم (٢٢٠). وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الطهارة - باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد، وأن الأرض تطهر بالماء من غير حاجة إلى حفرها، ص ١٦٨ رقم ٢٨٤. وأخرجه أبو داود في سننه، كتاب الطهارة - باب الأرض يصيبها البول ص ٨١ رقم (٣٧٦).
(٥) حديث القبرين: ونصه: عن ابن عباس، قال: مر النبي ÷ بقبرين، فقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما: فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر: فكان يمشي بالنميمة». أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء - باب ما جاء في غسل البول ص ٥١ رقم (٥٥). وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة - باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه، ص ١٧١ رقم (٢٩٢). وأخرجه أبو داود في سننه - كتاب الطهارة - باب الاستبراء من البول ص ٢٣ رقم (٢٠). وأخرجه الترمذي في سننه، كتاب الطهارة - باب التشديد في البول ص ٢١ رقم (٥٣). وأخرجه ابن ماجة في سننه، كتاب الطهارة وسننها - باب التشديد في البول ص ٥٦ رقم (٣٤٧)، وأخرجه النسائي في سننه، كتاب الطهارة - باب التنزه عن البول ص ٣١ رقم (٩).
(٦) ما بين المعقوفتين من (ش).
(٧) ابن عباس: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي أبو العباس، ابن عم رسول الله ÷، وهو حبر الأمة، وفقيه العصر، وإمام التفسير، وكان يسمى بالبحر؛ لسعة علمه، ولد والنبي ÷ وأهل بيته في الشعب من مكة قبل الهجرة بثلاث سنين، أتى به ÷ فحنكه بريقه، انتقل مع أبيه إلى دار الهجرة سنة الفتح، وقد أسلم قبل ذلك، رأى جبريل عند رسول الله ÷، دعا له رسول الله بالحكمة وتأويل القرآن. صحب رسول الله نحوا من ثلاثين شهرا، وروى عنه كثيرا، وتوفى في الطائف سنة (٦٧ هـ) وعمره (٧٠) وقيل: (٧١) سنه. انظر: الإصابة في تمييز الصحابة ٢/ ٣٢٢، للشيخ شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن علي الكناني العسقلاني الشافعي المعروف بابن حجر العسقلاني (ت: ٨٥٢ هـ) - دار الكتاب - بيروت - لبينان - بدون. وأسد الغابة في معرفة الصحابة ٣/ ٢٩١ رقم (٣٠٣٧) لعز الدين بن الأثير الحسن بن محمد الجزري - دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان - ط ١ (١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م). وسير أعلام النبلاء ٣/ ٣٣١ - ٣٥٩ رقم (٥١).